أصوات المقاومة: أبعاد العملية النوعية اليمنية في عسقلان
في تأكيد وتجديد واصرار نوعي يشهد على بسالة الإرادة اليمنية، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت المنطقة الصناعية في عسقلان، تلك البقعة التي تمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي، فماذا في ابعاد هذه العملية تقرير يسلط الضوء؟
في زمن يتقاطع فيه التاريخ مع الجغرافيا، وتتشابك فيه الأقدار والمصائر، تبرز جبهة الإسناد اليمنية كأحد أبرز فصول المعركة الدائرة في المنطقة. وفي تطور نوعي يشهد على صمود الإرادة اليمنية، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت المنطقة الصناعية في عسقلان، تلك البقعة التي تمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي. تأتي هذه الخطوة كرسالة قوية للمجتمع الدولي وللشعب الفلسطيني، مفادها أن اليمن، رغم كل التحديات يقف صفاً واحداً مع أشقائه في غزة ولبنان، مُعززاً من خلال هذه العمليات روح المقاومة. إن هذه التحركات لا تمثل مجرد ردود فعل، بل تُعتبر استراتيجية مدروسة تهدف إلى قطع أوصال العدوان الإسرائيلي، مستهدفةً قلب البنية التحتية الاقتصادية للاحتلال، في محاولة لخلق واقع جديد في مسار معركة طوفان الأقصى.
تركز جبهة الإسناد اليمنية في عملياتها النوعية على المناطق الاقتصادية الحيوية، مثل المنطقة الصناعية في عسقلان، لضرب البنية التحتية التي يعتمد عليها الاحتلال. يشير هذا التركيز إلى فهم عميق لأهمية ضرب الاقتصاد الإسرائيلي كوسيلة للضغط السياسي والعسكري.
تعتبر العمليات اليمنية جزءاً من تكامل عسكري شامل مع محور المقاومة، حيث تُنسق هذه الجبهة عملياتها مع التحركات في غزة ولبنان. يخلق هذا التكامل جبهة مواجهة موحدة ضد الاحتلال، ويزيد من تعقيد الوضع الأمني الإسرائيلي، مما يجعل من الصعب مواجهة عدة جهات في آن واحد.
وتحت عنوان إستراتيجية قطع الإمدادات البحرية تسعى جبهة الإسناد اليمنية إلى عرقلة سلاسل الإمداد التي تؤمن الاحتلال عبر البحار، وذلك من خلال هجمات دقيقة على المواقع البحرية والمنشآت الاقتصادية. يُعد هذا التحرك تكتيكاً جديداً في المعركة حيث يُتوقع أن يؤدي إلى اختناقات في الإمدادات التي تغذي الاحتلال، بما فيها الموارد الحيوية.
اما عن التأثيرات الإقليمية للعمليات اليمنية فتظهر هذه العمليات كإعلان عن مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي، إذ أن تصاعد الهجمات الاقتصادية يشير إلى تحول في التكتيكات نحو التأثير المباشر على إسرائيل في الداخل و من المتوقع أن تضع هذه العمليات الضغط على الاحتلال من عدة زوايا، خصوصاً مع تصاعد المقاومة في غزة واستمرار التوتر على الحدود مع لبنان.
لتعكس العمليات اليمنية الأخيرة تحولاً استراتيجياً في التعامل مع المعركة المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد على أن هذه الجبهة باتت جزءاً من منظومة مواجهة إقليمية متكاملة لتتجلى جبهة الإسناد اليمنية كرمز لصمود الإرادة وعزم المقاومة وتؤكد ان العمليات النوعية التي تم تنفيذها ضد الأهداف الاقتصادية في عسقلان تعكس استراتيجيات متطورة، تهدف إلى قلب موازين القوة وإيصال رسالة واضحة مفادها أن العدوان لا يمكن أن يستمر دون ثمن. كما وإن التنسيق بين الجبهات المختلفة في محور المقاومة يعزز من فاعلية هذه العمليات، مما يزيد من تعقيد الأوضاع بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد على وحدة المصير المشترك للشعوب المظلومة في المنطقة. إن الخطوات التالية ستحدد ملامح المرحلة المقبلة من المعركة لكن المؤكد أن صدى هذه العمليات سيتردد بعيداً، مُعززاً من عزم الأحرار في فلسطين ولبنان واليمن على مواجهة التحديات وتحرير أرضهم.