اليمن ترسمُ مسارات جديدة للحرب: أهدافٌ واسعة ودقيقة
عمليّات اليمن تتراكم مُركّزةً على القطاع الاقتصاديّ والحيويّ للعدوّ الإسرائيلي في خطوة يقرؤها خبراء عسكريّون ضغطٌ اضافيّ على ازماته في بقيّة الجبهات.
أجادَ اليمنُ مُخاطبة العدوّ باللّغةِ الّتي لا يفهم غيرها، القوّة وحدها جعلت من اليمن خصماً عنيداً عصيّاً على الكسر ، لا بل قوّةً مهابةً لا يُمكن الاستهانةُ بها..
اليمنُ الّذي حجزَ لنفسه مكاناً هامّاً في خارطة المنطقة والعالم بات لاعباً رئيساً في التّوازنات والمعادلات، يعود ذلك لحنكته العسكريّة التي أدهشت الصّديق قبل العدوّ.. عمليّاتٌ دقيقةٌ مدروسةٌ موجِعة آلمت العدوّ ضربت هيْبته وحطّمت اقتصاده..
هذه العمليّات العسكريّة اليمنيّة الآخذة في التّصاعد ، تحدّث عنها الخبير في الشّؤون العسكرّية اللواء خالد غراب الذي أشار إلى أنّ هذه العمليّات تىكّز على الأهداف الحيويّة والقطاع الاقتصاديّ للاحتلال الإسرائيلي عبر قطعِ سلاسل الإمداد في البحار واستهداف منشآته الاقتصاديّة في عمق الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة.
وحول العمليّات الأخيرة الّتي أعلن عنها منها استهداف ٣ سفن في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب بالصّواريخ والمسيّرات ، تلاها استهداف المنطقة العسكريّة الصناعيّة في عسقلان ، يرى اللواء غراب فيهما امتلاك اليمن بنك أهداف حسّاس وحيويّ من شأنه الضّغط على العدوّ اقتصاديّاً.
اللواء غراب أوضح أنّ هذه العمليّة أتت لتركّز على قطاع العدوّ الاقتصادي من خلال منع تدفّق الإمدادات القادمة إليه بكافّة أشكالها، مؤكّداً رصد الاستخبارات العسكريّة اليمنيّة وبشكلٍ مستمرّ حركة إمداد العدوّ عبر البحار والعمل على منعها.
يتابع اللواء غراب بتحليل المشهد العسكري وعن المناورة الأخيرة ليسوءوا وجوهكم التي حاكت هجوماً شاملاً يقول أنّها كشفت بعضاً من قدرات اليمن ، لافتاً في هذا الّسياق أنّ إظهار أسلحة جديدة على رأسها طوربيد القارعة هي رسالة تحذيريّة للأمريكي وادواته في اليمن والمنطقة بأنّ الجيش اليمني ضاعف من قدراته عشرات المرّات.
أمّا عن التّحضيرات الامريكيّة لشنّ عدوان جديد على اليمن ، يؤكد اللواء غراب أنّ هذه التصريحات تصبّ في إطار تغطية الفشل في جبهة البحر الأحمر ومحاولة ثني اليمن عن موقفه الثابت في دعم غزة ولبنان.
في البرّ والبحرِ والجوّ اذاً جاهزيّة يمنيّةٌ عالية وترقّب لكلّ الاحتمالات والسّيناريوهات فمفاجآت اليمن كثيرة والجعبة العسكريّة تُخبّىءُ الكثير ، ومن خبِر اليمن يُدرك جيّداً أنّه قادر على تأديبهٍ بكلّ ما أوتيَ من البأسِ الشّديد.