لبنان في مواجهة الطغيان: صمود المقاومة وانكسار العدو في ميزان المعركة
بينما يسعى العدو إلى فرض معادلته بقوة السلاح، تبرز المقاومة بإصرارها وقدرتها على قلب الطاولة، مؤكدةً أن خيار الكرامة لا ينهزم، وأن لبنان، رغم الجراح، لن يكون إلا عنواناً للصمود والعزّة.
في خضمّ معركة وجودية تتجاوز حدود المعركة العسكرية، يقف لبنان اليوم بمقاومته وشعبه في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي تهدف إلى طمس هويته وزعزعة استقراره. ومع كل ضربة، تتكشف حقيقة أن هذه المواجهة ليست مجرد قصف وتدمير، بل هي اختبار صمود لإرادة شعب يدافع عن أرضه وحقه في الحياة الكريمة وبينما يصر الكيان الصهيوني على استخدام القوة العسكرية لإضعاف المقاومة، ترد المقاومة بصلابة ومرونة استثنائية، لتكتب فصلاً جديداً من الصمود.
لقد سعى العدو الصهيوني منذ بدء عدوانه إلى تحقيق عدة أهداف معتبرا انه بامكانه تحجيم المقاومة وقطع إمداداتها الشعبية والسياسية مستخدما سياسة استهداف القيادات العليا حيث عمد العدو إلى استهداف قيادات سياسية وعسكرية في المقاومة، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، إضافة إلى قيادات ميدانية بارزة
من ثم تدمير البنية التحتية في المناطق الحدودية حيث سعى الكيان إلى تحويل القرى الحدودية إلى مناطق خالية من أي وجود للمقاومة، عبر قصف مكثف دمر البنية التحتية على عمق جغرافي واسع
تمكنت المقاومة، رغم كل التحديات، من قلب المعادلة وفرض مسار مواجهتها عبر سلسلة من الردود النوعية والاستراتيجيات المدروسة التي أسهمت في تحقيق مكاسب ملموسة على الأرض، من أهمها امتصاص الضربة على مستوى القيادات فبعد استهداف بعض القيادات، أثبتت المقاومة قدرتها على ملء الفراغات التنظيمية بسرعة، وإعادة توزيع الأدوار لضمان استمرار العمليات كما واستمرار دعم البيئة الشعبية حيث عملت المقاومة على ضمان استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي للنازحين والمتضررين من العدوان عبر فرق متخصصة، مما حافظ على المعنويات العالية لدى الشعب وأثبت قدرة المقاومة على مواجهة الضغط الاقتصادي والمعنوي.
استمرار الهجمات الصاروخية المتطورة حيث تمكنت المقاومة من توجيه ضربات مدروسة نحو المواقع العسكرية والمستوطنات، مما دفع حكومة العدو إلى اتخاذ تدابير احترازية كتجهيز مخابئ تحت الأرض لاجتماعاتها الأمنية، الأمر الذي يدل على نجاح المقاومة في زرع الخوف والارتباك في صفوف القيادة الإسرائيلية.
إغلاق المستوطنات الشمالية فقصف المقاومة أدى إلى تهجير سكان المستوطنات الشمالية باتجاه الداخل الإسرائيلي، مما خلق أزمة داخلية في صفوف العدو، معطّلاً الإنتاج وحركة الحياة اليومية في تلك المناطق. ويكشف هذا التكتيك قوة التأثير العسكري والاقتصادي على العدو.
أثبتت المقاومة، بمرونتها وقدرتها على التكيف، أنها لاعب أساسي في المعادلة الإقليمية، وأن أي حسابات مستقبلية لا يمكن أن تتجاهل دورها. كما أن صمود شعب المقاومة والتفافه حول المقاومة يعزز مناعة لبنان أمام مشاريع الهيمنة، ويؤكد أن العدو سيجد نفسه قريباً في مواجهة أزمة داخلية عميقة، حيث سيبدأ التحلل البنيوي لمنظومته السياسية والعسكرية.
ليبقى لبنان، برموزه وبيئته المقاومة، حجر الزاوية في مواجهة العدو الإسرائيلي. فرغم شدة القصف واتساع دائرة العدوان، تتكشف يومياً ملامح انتصار متصاعد يمنح لبنان مزيداً من القوة في فرض إرادته، ويفرض على العدو حسابات أكثر تعقيدا.