28 تشرين أول , 2024

حرب الاستنزاف: توسيع الحرب دون الحسم، انهيار الكيان بات قريباً

يخوض حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان راهناً حرب الاستنزاف للعدو الإسرائيلي في الجبهة، في ميدان المعركة، وفي العمق الداخلي للكيان، بعدما انتقل منذ شهر من حيز حرب الإسناد، إلى حيز حرب الاستنزاف في المرحلة الحالية، وربما المراحل اللاحقة، والذي يبدو المشهد مفتوحاً على كثير من الاحتمالات

التصعيد الحالي، للمقاومة الإسلامية في دقّة الضربات الموجَّهة عبر المسيَّرات، والمقترِن بعمليات تضليل نوعيّة ومعقّدة، هو بهذا المعنى نتاج عدم المساس جديّاً بالهيكل العسكري الذي كان يقود العمليات القتالية.

قد لا يبدو، في ضوء الإستراتيجية الجديدة التي تنفِّذها إسرائيل لمصلحة الغرب، وكما يظن متوهماً أنّ ثمّة أُفُقاً لاستعادة حركات المقاومة المسلحة، ليس فقط عافيَتها، بل أيضاً فاعليَّتها التي استُنزِفت كثيراً في هذه الحرب.

والحال أنّ ذلك ليس إلا جزءاً من المشهد، أو لِنَقُل من ديناميّة الحرب المستمرّة، فالميدان أجاب الجيش الصهيوني، بات لا يعلم كيف يخرج، لا سيّما في اللحظة الحاليّة التي يجري فيها اختبار قدرته الفعليّة على القتال برّاً، لا من الجوّ وباستخدام الوحشية الفائِقة المقترِنة بتكنولوجيا عالية.

لكن حتى هنا ثمّة اختراقات كبيرة، حقّقتها المقاومة اللبنانية، تشي بحصول تناظُر جزئي، في القتال الجويّ المقترِن بتكنولوجيا، أمكَنَ تطويرها لمعادَلة التفوّق الجوّي الإسرائيلي.

إذ يصبح في حوزة المقاومة، بدورِها، بنك أهداف عسكري، وحتى لوجستي، يمكن استهدافه عبر ذراعها الجوّية، المتمثّلة في سلاح المسيَّرات.

وهو الإضافة النوعيّة الجديدة، والفارِقة، في هذه الحرب، على سلاح الصواريخ، الأقدَم نسبياً.

يمكن الإشارة في هذا السياق إلى أنَّ تواتُر وصول مسيّرات المقاومة اللبنانيّة إلى أهداف عسكريّة، وحتى سياسية، نوعيّة، داخل الكيان ليس مجرّد مؤشّر على التعافي، بل هو أساساً بمنزلة استكمال للمنهجية التي لم تنقطع حتى حين كانت الضربات الإسرائيلية الموجَّهة إلى رأسِها في ذروتها.

التصعيد الحالي، في دقّة الضربات الموجَّهة عبر المسيَّرات، والمقترِن بعمليات تضليل نوعيّة ومعقّدة، هو بهذا المعنى نتاج عدم المساس جديّاً بالهيكل العسكري الذي كان يقود العمليات القتالية، لا سيّما توجيه منصّات الصواريخ وإطلاقها.

اذا الثمن الباهظ الذي تم التباهي بجبيه هنا، عادَ ليبدوَ جزءاً فحسب من تدحرُج المعركة نحو أفُق الاستنزاف للصهيوني مع تبلوُر منهج التعافي، وإن على نحو تدريجي وغير متناسِب، عملاً بمبدأ الحرب غير المتناظِرة ككُلّ.

ثمّة انعطافة حدثت بهذا المعنى، لناحية، ليس فقط نفاد بنك الأهداف الفعلي، بل كذلك اقتصار منهج التدمير والاجتثاث على مستويات لم تكن لتُحدِثَ الأثَرَ المطلوب منها لو تمّ افتتاح أعمال القتل بها بدلاً من اغتيال القادة واجتثاث المدنيين.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen