27 تشرين أول , 2024

غزة: صمود تحت القصف وصرخات تُنادي للإنقاذ

في قلب غزة الجريحة، حيث تتحول الحياة إلى سلسلة متواصلة من الصمود أمام الموت تتزايد الاحتياجات الطبية وندرة الموارد حيث يعاني أهل غزة قسوة الحصار ووحشية الحرب، ليبقى صوتهم نداءً يصرخ في وجه العالم؛ نداءً للإنقاذ، والكرامة، والعدالة.

مع كل يوم جديد من الألم والمعاناة، يظل أهل غزة، رغم الجراح والقهر، رمزًا للشجاعة والصمود في وجه أحد أشد فصول الظلم والمعاناة. فهنا، حيث تنطفئ أرواح بريئة ويشتد الحصار وتتفاقم الكارثة الإنسانية، ينادي صوت غزة كل ضمير حيّ في العالم، ليشهد على جريمة تاريخية تتطلب تدخلًا عاجلًا لا لوقف القصف فقط، بل لإنهاء معاناة شعب كامل، يستحق الحياة بكرامة وأمان. إن صرخات الأمهات وأنين الأطفال وأطلال البيوت المدمرة، كلها شواهد على ثبات شعب يرفض الاستسلام، ويرنو إلى غدٍ أفضل، يحمل لهم ولأبنائهم الأمل والسلام.

في يومه الـ386 ، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط تصاعد العنف وتكثيف العدوان على المدنيين. يتجسد الواقع في غزة اليوم في صورة أليمة ومعاناة تتجاوز حدود الألم، حيث أضحى القطاع، الواقع تحت الحصار منذ سنوات، في حالة إنسانية كارثية إثر القصف المستمر والدمار المتصاعد، مع نزوح أكثر من 95% من السكان الذين يعيشون صراعًا يوميًا من أجل البقاء.

الطائرات الإسرائيلية تستهدف منازل المدنيين وتجمعات النازحين، فيما تُقصف شوارع بأكملها، مما يسفر عن عشرات الشهداء والمصابين يوميًا. ومن بين أبرز الجرائم كان استهداف منزل لعائلة "زقوت" في شارع النفق بغزة، ما أسفر عن استشهاد أفراد منها، بينما أسفر القصف المدفعي شمالي جباليا عن استشهاد اثنين آخرين.

تتزايد وحشية العدوان مع استمرار قصف الأحياء المأهولة، كما حدث في بيت لاهيا شمال غزة، حيث أدى قصف خمسة منازل لعائلات “المصري”، “أبو شدق”، و”سلمان” إلى سقوط أكثر من ثلاثين شهيدًا، بينما يعاني المصابون من نقص المساعدة الطبية، إذ تواجه طواقم الإسعاف صعوبات في الوصول إلى الضحايا جراء تعطيلها المتعمد.

وسط هذه المأساة، تواجه المستشفيات في غزة تحديات هائلة، إذ تعجز عن تقديم الرعاية اللازمة بسبب استهدافها المباشر وانقطاع مواردها. مستشفى "كمال عدوان" في تل الزعتر شمال القطاع شهد انتهاكات غير مسبوقة، حيث تم اعتقال الدكتور محمد عبيد، رئيس قسم الجراحات الترميمية، من داخل المستشفى، وسط احتجاز 600 شخص بداخله من مرضى وجرحى وطواقم طبية وعائلات.

أدتى العدوان إلى تدمير منظومات المستشفى بالكامل، بما في ذلك مولدات الكهرباء والألواح الشمسية، مما تسبب في توقف معدات طبية حيوية مثل محطة الأكسجين. وداخل المستشفى، أفادت وزارة الصحة باستشهاد طفلين في قسم العناية المركزة بسبب نقص الأكسجين، ما يزيد من حدة المأساة الإنسانية في المكان.

ومع قلة الموارد واستمرار الهجمات، تجد سيارات الإسعاف نفسها عاجزة عن التحرك بعد تدميرها، فيما تزايدت حالات الإصابة بين الطواقم الطبية بسبب إطلاق النار داخل أقسام المستشفى. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال تواصل قصف منازل في محيط المستشفيات، ما أدى إلى تدمير مساكن مجاورة ونسف مباني بأكملها، تاركة الأهالي بين الركام يحاولون يائسين البحث عن أحياء وسط الأنقاض.

بصوتٍ متألم، يناشد أهالي غزة ومؤسسات الإغاثة والمجتمع الدولي التدخل لوقف هذا العدوان المتوحش وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، في ظل ظروف قاسية تشمل نقصًا حادًا في الطعام والماء، وتزايد أعداد النازحين والمصابين الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen