27 تشرين أول , 2024

معادلة الرعب الجديدة: كيف فرضت المقاومة الإسلامية على الكيان إخلاء المستوطنات الشمالية؟

اخلوا فوراً ، المقاومة الإسلامية في لبنان اصدرت بيان إخلاءٍ موجَّهاً إلى الإسرائيليين الموجودين في 25 مستوطنةً، شمالي فلسطين المحتلة ، معادلة رعب جديدة تفرضها المقاومة فماذا في تفاصيلها؟

قلبت المقاومة الإسلامية في لبنان قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني عبر معادلة جديدة تتجاوز العمليات السابقة بإصدارها بياناً يحثّ المستوطنين على إخلاء 25 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة، وجّهت فيه المقاومة رسالة واضحة بأن أي موقع يتضمن نشاطاً عسكرياً إسرائيلياً بات هدفاً مشروعاً. هذا التوجه الاستباقي ليس مجرد تحذير، بل خطوة محسوبة لإثارة الذعر وخلق حالة من عدم الاستقرار في الداخل الإسرائيلي، بما يفرض واقعاً جديداً على الأرض. في هذا السياق، تقرأ المقاومة المعادلة الأمنية من منظور مختلف، واضعةً الكيان أمام تحديات غير معهودة ستشكل ساحة اختبار حقيقي للقدرات وللتماسك الداخلي.

لم تعد العمليات العسكرية الأخيرة للمقاومة الإسلامية في لبنان مجرد رد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، بل باتت جزءًا من "معادلة جديدة" تمثل تطورًا استراتيجيًا في التكتيك والرسائل. هذه المعادلة تعتمد على عدة محاور رئيسية تتناول فيها المقاومة لأول مرة قضية إخلاء المستوطنات كإجراء ميداني استباقي، وتهديدات واضحة تجاه الأهداف العسكرية ضمن نطاق مدني إسرائيلي، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في الاستراتيجية.

يعتبر توجيه المقاومة دعوة إخلاء لـ25 مستوطنة شمال فلسطين المحتلة تصعيداً جديداً في سياق المعركة ، هذا التحذير لم يقتصر على مجرد تحذير عابر، بل اعتبر جزءاً من استراتيجية متعددة الأبعاد؛ فهو يستهدف إثارة حالة من الذعر وزعزعة الثقة في الحكومة الإسرائيلية وقدرتها على حماية مواطنيها.

التركيز على هذه المناطق له أبعاد أعمق، إذ باتت المستوطنات نفسها تُعتبر هدفًا شرعيًا لعمليات المقاومة، خاصةً إذا كانت تحتوي على مراكز عسكرية إسرائيلية. وتوضح هذه الخطوة تغييراً في مفهوم "الخطوط الحمراء" حيث أصبح المدنيون الإسرائيليون في الشمال جزءًا من المعادلة، ما يضغط بشكل كبير على إسرائيل أمام جمهورها الداخلي.

تأتي دعوة الإخلاء وإصدار التحذيرات العلنية للمستوطنين في الشمال كجزء من تكتيك الحرب النفسية، مما يهدف إلى ضرب الروح المعنوية الإسرائيلية، خصوصاً في المجتمعات المتاخمة للحدود.

على مستوى أوسع، تسعى المقاومة عبر هذه الاستراتيجية إلى تقويض الثقة لدى السكان الإسرائيليين في حكومتهم وجيشهم، وزرع فكرة أن أي منطقة قد تصبح هدفًا مشروعاً في أي لحظة، ما لم تتوقف العمليات العسكرية ضد لبنان وغزة.

أظهرت المقاومة الاسلامية قدرات جديدة في استخدام الطائرات المسيرة الدقيقة والهجمات الصاروخية بعيدة المدى، كصواريخ "نصر" التي تم استهداف عدة مواقع إسرائيلية بها. هذا الاستخدام المتطور للتكنولوجيا في العمليات الهجومية، يوفر مرونة أكبر في إيصال الرسائل دون الحاجة إلى عمليات برية مكشوفة كما وان هذه العمليات والتهديدات تدفع الكيان إلى إعادة النظر في حساباته الأمنية، خاصة في الشمال، وتضعه أمام تحديات داخلية مع جمهورها المتخوّف من تفاقم التهديدات.

بهذا التوجه، تكون المقاومة قد دخلت مرحلة جديدة من المعركة حيث لم تعد تراهن فقط على التوقيت المناسب للرد، بل أصبحت قادرة على فرض واقع ميداني جديد على الأرض، يجعل أي تصعيد إسرائيلي مكلفاً على كافة الأصعدة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen