استهزاءٌ إسرائيليّ بالهجوم على ايران: ركيكٌ وتافِه
أجمعت أوساط الاحتلال السياسيّة والإعلاميّة بأنّ بروبغندا الهجوم على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة كان ضعيفاً، واصفةً إيّاه بالضّعيف والرّكيك والتّافه
بالتّافهةِ والرّكيكةِ والضّعيفةِ جدّاً ، وصفت وسائل إعلام العدوّ الضّربة الاستعراضيّة الفاشلة الّتي أقدم عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي باتّجاه الجمهوريّة الإسلاميّة الايرانيّة..
فبعد تهويلٍ أثاره الاحتلال قرابة الشّهر ، أتى الهجوم الإسرائيلي على إيران هزيلاً لا يرتقي لمستوى البروبغندا الاعلاميّة التي سخّرتها إسرائيل قبيل الاستهداف..
هذا الأداء الفاشل لجيش العدو تحدثت عنه وسائل اعلامه التي أظهرت استغراباً واستهجاناً ، حيث أكّدت الاوساط الإسرائيليّة أنّ هذا الهجوم لم يرْقَ إلى مستوى التّهديدات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بعد عملية الوعد الصادق ٢.
وسائل العدو الإعلاميّة شنّت سيْلاً من الإنتقادات اللّاذعة للضّربة الإسرائيليّة الرّمزيّة والغير ردعيّة ، وبما يعكس حال الخيبة الكبيرة في داخل الكيان من هذا الهجوم الذي حصل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بآراء العديد من الشخصيات السياسية والخبراء والصحفيين، الذين هاجموا هزالة هجوم كيانهم وعبّروا عن خيبتهم تجاه تناقض التصريحات السابقة لمسؤولين سياسيين وعسكريين وبين الذي حصل.
فرئيس المعارضة يائير لابيد عبر عن خيبته بالقول: كان قرار الامتناع عن استهداف منشآت إيران الاستراتيجية والاقتصادية خاطئا. كان في مقدورنا، بل كان يتعين علينا، تكبيد إيران خسائر أفدح.
أمّا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان فقال تعليقاً على الهجوم: للأسف، يبدو أنه بدلاً من تحصيل ثمن حقيقي، فإن الحكومة الإسرائيلية تكتفي مرة أخرى بحب الظهور والعلاقات العامة، وشراء الهدوء بدل القرار الواضح.
عضو الكنيست فلاديمير بيليك قال بدوره مُنتقداً: لا بد من الاعتراف بأن حكومة بنيامين نتنياهو تجنبت إلحاق ضرر استراتيجي بالنظام الإيراني، وبالتنسيق الكامل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مضيفاً بأن هناك فجوة عميقة بين تصريحات نتنياهو وأعضاء حكومته والنتائج على الأرض – هذه حكومة فاسدة وفاشلة، لا تعرف كيف تحقق النصر.
من جانبها قالت عضوة الكنيست التابعة لحزب الليكود والتي تعدّ مقربة من بنيامين نتنياهو، تالي جوتليب، بأن عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية سوف يظل ندما لأجيال عديدة، وإن عدم مهاجمة احتياطيات النفط الإيرانية هو خطأ فادح، مضيفةً بأن إيران شلّت بلادنا بإطلاق الصواريخ على كافة مناطق الكيان!، وأن الإسرائيليين أهدروا الفرصة لإضعاف فرص إيران في التحول إلى قوة نووية لسنوات عديدة.
وعلّقت منصة حدشوت بزمان الإسرائيلية أيضاً بالقول ليس لدينا ما نقوله، لذلك نحن صامتون، في العالم العربي يضحكون علينا، والحقيقة أن الأيام ستخبرنا بذلك.
أمّا على صعيد المستوطنين، فكان واضحاً مدى سخطهم تجاه التناقض بين توعّد حكومتهم وبين ما حصل، بحيث أظهر ذلك استطلاع للرأي أطلقته منصة للمستوطنين حول: "هل تصدقون اليوم التصريحات الرنانة التي أدلى بها نتنياهو وغالانت حول الهجوم المؤلم والقوي في إيران؟" فبلغت نسبة التصويت بـ "لا" 86% من الإجابات.
هذه الانتقادات الحادّة انسحبت ايضاً على المستوى الإعلامي في جبهة العدوّ الداخلية / إذ رأى الإعلامي الإسرائيلي رامي يتسهار، الذي كان ضابطاً كبيراً في الشرطة العسكرية في جيش الاحتلال أن الرسالة المقبلة من تل أبيب بسيطة وواضحة وتقول: انتهينا. انتهت الجولة.
يتسهار، الذي عمل سابقاً مذيعاً في الإذاعة الإسرائيلية وإذاعة جيش الاحتلال، تابع أن الهجوم الذي وصفه بالصغير جداً والركيك" على إيران، كان خدعة سياسية من نتنياهو ليظهر لأنصاره أنه فعل شيئاً ضد طهران.
وفي هذا الإطار، تطرّق يتسهار إلى البيان "المتفجّر والطنّان" للناطق باسم جيش الاحتلال، دانيال هغاري، حول الهجوم، معتبراً أنه إلى حد ما مليء بعناصر تمجيد زائف للذات، إلا أن لغة جسد هغاري تثبت أنه يفهم أنه كان مجرد استعراض وأن الهدف الوحيد من هذا الإجراء كان سياسياً: الإظهار لناخبي نتنياهو أننا فعلنا شيئاً، وهذا هو كل شيء.
الضابط الإسرائيلي السابق في الشرطة العسكرية كرر ما قاله لابيد من أن الهجوم لم يحقّق أيّ هدف استراتيجي، ولم يتمّ ضرب المواقع النووية ولا المقار العسكرية لحرس الثورة ولا منشآت نفطية ولا موانئ، ولا أي شيء يمكن أن يسبّب أضراراً حقيقية لإيران.
بالمُحصّلة ، فشِلَ الاحتلال في تضخيم حجم عدوانه على إيران ولم ينجح في استثمار ما أراده، فالمهَمّةُ الإسرائيليّةُ لترميمِ الرّدع باتت في غاية التّعقيد.. والميدانُ يقول: ما زالت السّاعةُ بتوقيت المقاومة ومازال الاستنزاف يتصاعد.. وإسرائيل حتماً هي الخاسرُ الاستراتيجيّ في كلّ ما يجري.