احصائيات مرعبة: واقع غزة تحت نيران الإبادة الجماعية
ما يحدث في غزة ليس مجرد إحصائيات أو تقارير، بل هو مأساة إنسانية تمس ضمائر البشر تطال شعبا رغم الألم والفقد لا يزال متمسكاً بالحياة والامل ويستحق الفرصة ليعيش بكرامة وما صموده الا شهادة حية على قوة الإنسانية في مواجهة المظلومية.
تمر غزة بأزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار المستمر والعدوان الصهيوني الذي خلف وراءه دماراً غير مسبوق وأعداداً مفجعة من الضحايا. منذ أكثر من 385 يوماً، تُعتبر غزة ساحة لحرب إبادة جماعية تُمارس بحق الشعب الفلسطيني، حيث تتعرض أرواح الآلاف من المدنيين للخطر يومياً
حسب أحدث التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 3,738 مجزرة، مما أدى إلى استشهاد 42,885 شخصًا، من بينهم 17,210 أطفال، حيث يشكل الأطفال والنساء 69% من الضحايا. الأطفال الرضع، الذين لم يروا من الحياة سوى ظلال الحرب، ارتفع عددهم إلى 171. وفيما يتعلق بالمفقودين، هناك نحو 10,000 شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً.
الآثار النفسية لهذه الحرب القاسية لا تُحصى. الأطفال الذين يجب أن يلعبوا ويستكشفوا العالم، يجدون أنفسهم محاصرين في بيئة مليئة بالقتل والخوف اما الأوضاع الصحية تتدهور بشكل متسارع.
تظهر الاحصائيات أن عدد المصابين منذ بداية الحرب تجاوز 100,544 جريحًا، بينهم 396 صحفياً، و1047 من الكوادر الطبية، مما يشير إلى استهداف منهجي للفرق الطبية. نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية يجعل من الصعب توفير الرعاية اللازمة للجرحى. مستشفى كمال عدوان، على سبيل المثال، شهد اقتحاماً من قبل قوات الاحتلال، مما أدى إلى احتجاز مئات المرضى والطواقم الطبية في ظروف غير إنسانية. أكثر من 12,500 مريض سرطان يواجهون الموت بسبب عدم تلقيهم العلاج، في حين أن 3,500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
بلغ عدد النازحين في غزة 2 مليون شخص، العديد منهم يعيشون في خيام بلاستيكية في ظروف غير ملائمة. الأطفال في هذه المخيمات يعانون من فقدان ذويهم، حيث تتحدث الإحصائيات عن 35,055 طفلاً يتيمًا. لقد فقد العديد من العائلات كل شيء، وباتت الأمور الحياتية الأساسية، مثل الطعام والماء والكهرباء، غير متوفرة. يُظهر التقرير أن 71,338 شخصاً يعانون من عدوى التهابات كبد وبائي نتيجة تدهور الظروف الصحية بسبب النزوح.
الأطفال الذين كانوا يحلمون بمستقبل أفضل فقدوا إمكانية التعليم، حيث حرم 785,000 طالب وطالبة من الدراسة. 12,700 طالب وطالبة قتلوا خلال الحرب، بينما دُمر 339 مدرسة وجامعة، مما أثر على التعليم في غزة بشكل كبير. هناك حاجة ماسة لإعادة بناء نظام التعليم وضمان حقوق الأطفال في التعلم والنمو في بيئة آمنة.
فمنذ 385 يوماً، يُعاني الشعب الفلسطيني تحت نيران حرب إبادة جماعية، حيث تتساقط القذائف كالمطر، وتُدمر البيوت، وتُزهق الأرواح، وتفقد العائلات أبناءها وأحباءها. باتت المشاهد اليومية في غزة تجسد مأساة إنسانية لم يعد بالإمكان تجاهلها، حيث تفترس الحرب أحلام الأطفال وتدمر آمال الأمهات ، إن هذه الحرب لم تترك أثراً فقط في الجسد، بل نالت من الروح، فغزة اليوم ليست مجرد أرض مدمرة، بل هي رمز للصمود والمقاومة في وجه الظلم.