كمائن المقاومة تقلب موازين المعركة: الاحتلال يترنح تحت وطأة الخسائر
بجرأة وتكتيكات محكمة، نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان ضربات نوعية أربكت صفوف العدو، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه، لتتحول معركة الحدود إلى ميدان تُكتب فيه صفحات جديدة من الانتصار والصمود، فيما يترنح الاحتلال تحت وطأة ضربات موجعة لم يكن يتوقعها.
المقاومة الإسلامية في لبنان تفرض معادلة جديدة تقلب فيها موازين المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات يعترف بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات لتثبت أن المعادلة على الأرض لا تُصنع بالجيوش الجرارة، بل بالإرادة القوية والتكتيكات الدقيقة التي تقلب الطاولة على العدو، لترسم معالم نصرٍ يتجلى يوماً بعد يوم في الميدان
في ظل هذه التطورات، تبدو معركة الحدود أبعد من مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، إنها معركة الإرادة والصمود التي تكتب فصولها المقاومة الإسلامية بكل حنكة واقتدار. ومع كل ضربة جديدة يتلقاها الاحتلال، تتعمق هشاشته وتضعف قدرته على فرض سيطرته.
في تحول استراتيجي لافت، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء يوم امس الخميس، عن تكبّد قوات الاحتلال خسائر فادحة نتيجة ضربات حزب الله، حيث تم تأكيد مقتل 5 ضباط وجنود، إلى جانب إصابة 37 آخرين. هذه الخسائر تأتي نتيجة لعمليات نوعية للمقاومة، تعكس تصاعد المعركة في جنوب لبنان وتزايد فعالية استراتيجيات حزب الله في إرباك الاحتلال.
أبرز هذه الخسائر وقعت خلال حادثين منفصلين؛ الأول مساء الأربعاء حيث تم استهداف قوة تابعة للواء "كرملي" في منطقة تعتبرها إسرائيل معقدة وخطرة، ما أسفر عن مقتل 4 جنود، بينما الحادث الثاني الذي وقع صباح الخميس أدى إلى مقتل قائد فصيلة رفيع المستوى.
وفي تفاصيل الهجوم الذي وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الخطير"، نفذت مجموعة من عناصر حزب الله كميناً محكماً في إحدى المناطق الحدودية مقابل مستوطنة "زرعيت". استخدم مجاهدو المقاومة النفق كمخبأ استراتيجي، حيث باغتوا القوة الإسرائيلية، وأطلقوا القنابل، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود بجروح خطيرة أثناء عمليات الإجلاء المعقدة، التي واجهت صعوبات كبيرة نتيجة الطبيعة الجغرافية المليئة بالغابات والتضاريس الصعبة.
المصابون، الذين وصل عددهم إلى 37، نقلوا إلى مستشفيات "زيف" في صفد و"رمبام" في حيفا المحتلتين. وبين المصابين، ضابطان في حالة حرجة، أحدهما أصيب بصاروخ مضاد للدبابات، والآخر من جراء سقوط صاروخ في منطقة المالكية الحدودية.
من جهة أخرى، أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان على تحقيق إنجازات كبيرة خلال الأيام الماضية، حيث تجاوزت حصيلة قتلى الاحتلال 70 جندياً وضابطاً، إلى جانب إصابة 600 آخرين، وتدمير عدد كبير من المعدات العسكرية الثقيلة، بما في ذلك دبابات "ميركافا" الشهيرة وناقلات الجنود والجرافات.
اللافت أن هذه الإنجازات الميدانية تحققت رغم محاولة الاحتلال المتواصلة للسيطرة على قرى الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية، إلا أن المقاومة أثبتت مرة أخرى قدرتها على الصمود والمبادرة، ولم تسمح لقوات الاحتلال بالسيطرة على أي قرية بشكل كامل.
ما يحدث اليوم يعيد تشكيل موازين القوى على الأرض، حيث تبرز المقاومة الإسلامية في لبنان كقوة رئيسية قادرة على إلحاق خسائر فادحة بالاحتلال، مكرسة معادلة جديدة في المعركة لتثبت المقاومة من جديد أن محاولات الاحتلال لفرض سيطرته العسكرية على جنوب لبنان تصطدم بصمود غير عادي، ومعادلة ميدانية فرضتها القوة العسكرية لحزب الله، التي أثبتت قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي ورفع كلفة استمرار العدوان.