مشافي شمال غزة.. استهداف إسرائيلي متكرر والموت يحوم فوق رؤوس المرضى
بعد 17 يومًا على عمليات التطهير العرقي الصهيوني شمال غزة، تواجه المستشفيات في المنطقة خطر الانهيار الكامل نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال ومنعها الطواقم الطبية من التحرك لإنقاذ الضحايا.
فيما ينحصر الحديث عن الواقع الصحّي في مستشفيات القطاع، في إطار التحذير المستمرّ من شحّ الوقود، والذي يهدّد بوقف العمل تماماً في أربعة مستشفيات رئيسيّة هي التي تتحمّل العبء الأكبر، بعدما خرجت 16 مستشفى ومؤسّسة صحية تماماً من الخدمة، تظلّ ظروف العمل القاسية التي يعيشها المصابون والأطباء على حدٍّ سواء، بعيدةً عن الضوء.
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، حذر من انهيار كامل لمستشفيات شمال قطاع غزة وخروجها عن الخدمة خلال أشد وأقسى أوقات الطوارئ صعوبةً مع استمرار وتكثيف الهجوم العسكري الإسرائيلي لليوم السادس عشر على التوالي.
وقال المركز في بيان له، إن القوات المحتلة تعمدت فجر السبت، 19 أكتوبر2024، قصف واستهداف الطوابق العليا لمستشفيات العودة والإندونيسي ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيها، في الوقت الذي صعدت عمليات قصفها ووتيرة استهدافها للأحياء السكنية ومنازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.
اذا هذا هو الحال مستشفيات شمال غزة، حيث تصر قوات الاحتلال على استهداف المستشفيات المرة تلو الأخرى، وترك المدنيين بلا مستشفيات تعالجهم وهو ما يشكل جزءا من جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبسبب الحصار المطبق واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يخشى من خروج المستشفيات الثلاث، كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، عن العمل وتعرضها لظروف تشابه اخلائها في نوفمبر وديسمبر2023، فهي الآن تعمل بأقل من الحد الأدنى من قدراتها، وبإمكانيات منهكة، جراء الاستهداف سابقاً، والنقص الحاد في الأطقم الطبية، وإمدادات الوقود، والأدوية، والغذاء.
كما ويهدد عدوان الاحتلال حياة جرحى العدوان وما يزيد عن 285 مريضاً يرقدون في هذه المستشفيات، بينهم ثمانية أطفال حديثي الولادة وخمسة بالغين في أقسام العناية المركزة، ونحو 161 مريضًا موجودون في أقسام الطوارئ، الكثير منهم بحاجة عاجلة لإجراء عمليات جراحية متقدمة، من قبيل جراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وجراحة العيون والطب التجميل، وهي خدمات غير متوفرة في هذه المستشفيات، وفق مجموعة الصحة في فلسطين.
وترى المنظمات الحقوقية أن ترك المنظومة الصحية في مناطق شمال قطاع غزة تواجه خطر الانهيار الكامل، وحصار منشآتها واستهدافها من قبل القوات المحتلة يعد بمنزلة حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى، يخالف الوانين الدولية والإنسانية، ما يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لإنقاذ المدنيين ووقف الإبادة الإسرائيلية.