توازياً مع حربه العدوانيّة، الاحتلال يُصعّد من حربه الدينيّة على القدس
سعى كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله مدينة القدس عام 1967 جاهداً للسيطرة على المدينة وتغيير معالمها الإسلامية والعربية بطرق شتى لإضفاء الطابع اليهودي، عبر تغيير الطابع الديمغرافي ومحاربة الوجود الفلسطيني والاستيلاء على الأراضي والاستيطان. هذه الممارسات مستمرّة ، الا انها تُواجه بطوفان الأقصى الذي كان بمثابة الشرارة الكبرى والردّ الأبلغ على كلّ هذا التّمادي.
يحاول الاحتلال الصهيوني ساعياً إلى إثبات وجوده وحقه الزائف في الأراضي الفلسطينية مع الصراع المستمر لأكثر من 7عقود زمنية، بهدف السيطرة على مرافق المسجد الأقصى والسيادة على القدس الشريف وإقامة الهيكل المزعوم، ومن هذا المنطلق يواصل تنفيذ مخططاته الصهيونية واستباحة وتهويد وتدنيس المقدسات واقتحام المساجد المقدسة والكنائس وطرد ومنع المصلين والمعتكفين المسلمين والمرابطين الفلسطينيين.
واليوم توازياً مع الحرب العدوانية حرب دينية على القدس التي انطلقت من اجلها معركة طوفان الأقصى.
وما أدى إلى هذه العملية الكبيرة هو عائد الى أصل وجود الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، واحتلاله للمقدسات فيها، بالإضافة إلى تزايد عمليات التهويد في الآونة الأخيرة، واستفزازات الصهاينة في المسجد الأقصى، بالتزامن مع تزايد الإعتداءات بحق الفلسطينين في الضفة، قتلاً وتنكيلاً واعتقالات.
فخلال الأيام الماضية، وسعيًا من الاحتلال لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني في المدينة المقدسة وفرض واقعٍ جديد وفق أحلامه التوراتية الإجرامية، وفي ظل صمت عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ على الجريمة، اقتحم 4668 مستوطنا وعلى مدى ثلاثة أيامٍ من بداية عيد العرش المزعوم المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة وسط تعزيزات عسكرية ، حيث أقدم جيش الاحتلال على كسر كل الأرقام القياسية في عدوانه على تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته.
على إثر ذلك حذّر مختصون بشؤون القدس من ممارسات جماعات الهيكل المتطرفة الهادفة لتغيير هوية المسجد الأقصى المبارك عبر التعامل معه وكأنه قد بات هيكلا عبر فرض الطقوس التوراتية فيه باعتبارها تؤسس الهيكل معنويا على طريق تأسيسه المادي وفق معتقداتهم.
واعتبر المختصون أن أبلغ ردّ على هذا التمادي الصهيوني الخطير والاستفراد بالمقدسات هو بالتمسك بهوية المسجد الأقصى ورفض كل أشكال العدوان مؤكدين في هذا السياق أن الإرادة إن وجدت فهي قادرة على افشال هذه المساعي.
المختصون بشؤون الأقصى رأوا أن الإصرار الإسرائيلي على ممارسة هذه الطقوس يعدّ تفريغاً لطوفان الأقصى من معناه.
بدورها دعت العديد من المؤسسات الإسلامية المقدسية الأمة الإسلامية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
وأمام هذه المشهدية وهذا الاستفزاز الصهيوني، أتت معركة الطوفان لتكون معركة كل فلسطين، ومن خلفها الأمة الإسلامية، التواقة إلى زوال هذا الكيان المصطنع، وقدمت كتائب الشهيد عزالدين القسام، أولى المشاهد الحية عما ينتظر الكيان حيث تتشابك الساحات وتتوحد نصرةً لأقصانا الشريف