عملية راميا.. حزب الله يكتب فصلًا جديدًا من الصمود وإيلام العدو
تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان كتابة تاريخ جديد من الصمود والمواجهة ضد الاحتلال الصهيوني، العملية الأخيرة في موقع راميا، التي أسفرت عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال بصواريخ موجهة بدقة، تمثل تجسيدًا للإرادة القوية والتخطيط الاستراتيجي الذي يميز هذه المقاومة.
في خضم التصعيد العسكري الذي يشهده جنوب لبنان منذ فترة، يواصل حزب الله تنفيذ عملياته النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفاً تجمعات جنوده وقواعده العسكرية بدقة متناهية. هذه العمليات تعكس قدرات تكتيكية واستراتيجية عالية المستوى من جانب المقاومة الإسلامية، التي تثبت مراراً قدرتها على تغيير معادلات المعركة.
حزب الله استطاع في الآونة الأخيرة أن يقدم نموذجاً استثنائياً في التصدي للجيش الصهيوني مشاهد الاستهداف الأخير لتجمع جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب موقع راميا عند الحدود بصاروخين موجهين، تظهر دقة التخطيط والتنفيذ. إذ تم الكشف عن فتحة مستحدثة في الجدار الإسمنتي على الحدود، والتي استخدمتها القوة الإسرائيلية للتسلل. قام مقاتلو المقاومة باستهداف هذه القوة بدقة مذهلة، بصواريخ موجهة، موقعة إصابات مباشرة بين صفوف الجنود.
كما أن العمليات التي تستهدف تجمعات جنود الاحتلال عند الحدود، مثل تجمعات في عيتا، خلة وردة، وشمال فلسطين المحتلة، تشير إلى التصميم الكبير لحزب الله على إيلام العدو، بغض النظر عن التحصينات الكبيرة التي يحاول الاحتلال إقامتها.
يُعتبر صاروخ "نصر 2"، الذي كشفت المقاومة عن تفاصيله مؤخراً، سلاحاً جديداً ونوعياً في ترسانة حزب الله. قدراته المتقدمة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ومقاومته للتشويش، تجعل منه تهديداً حقيقياً لأهداف العدو الاستراتيجية. بدقته العالية التي لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها 5 أمتار، يعد هذا الصاروخ جزءاً من الاستراتيجية الشاملة لحزب الله في إيلام العدو وضرب مرافقه الحيوية.
عملية استهداف حيفا بصاروخ "نصر 2" تعكس مدى التقدم الذي حققته المقاومة في تطوير منظوماتها الصاروخية، وتحقيق إصابات مباشرة في عمق الأراضي المحتلة.
إلى جانب العمليات الصاروخية، لجأ حزب الله إلى أسلوب جديد في المواجهة يعتمد على "إرهاق العدو" عبر الهجمات المتزامنة على مواقع متعددة. عمليات قصف "غليلوت" وقاعدة "8200" للاستخبارات العسكرية في ضواحي تل أبيب، إضافة إلى استهداف مستوطنات "كابري"، "كريات آتا"، ومعسكرات الاحتلال في الجولان السوري المحتل، تعكس قدرة المقاومة على المناورة والهجوم من عدة جبهات. هذا التكتيك أثبت فاعليته في تشتيت قوات الاحتلال وجعلها في حالة من الارتباك المستمر.
كما أن المقاومة تمكنت من إجبار الطائرات الحربية الإسرائيلية على التراجع عن الأجواء اللبنانية عبر استخدام منظومات دفاعية متقدمة، مما يشير إلى أن حزب الله لم يعد فقط قوة هجومية، بل يمتلك أيضاً قدرات دفاعية نوعية تساهم في حماية لبنان من الانتهاكات الإسرائيلية.
تكمن قوة حزب الله ليس فقط في قدراته العسكرية، بل أيضاً في الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به داخل لبنان وفي أوساط الشعوب العربية والإسلامية. إذ تساهم هذه الإرادة الشعبية في تعزيز قدرة المقاومة على الصمود والاستمرار في مواجهة أقوى جيوش المنطقة. كل عملية نوعية تنفذها المقاومة تعد بمثابة رسالة بأن القوة ليست فقط في العدد والعدة، بل في الإرادة والعزيمة التي لا تعرف اليأس.
تستمر المقاومة الإسلامية في لبنان، بقيادة حزب الله، في تقديم نماذج ملهمة للبطولة والتضحية في مواجهة الاحتلال الصهيوني من خلال تطوير أسلحة نوعية، وتنفيذ عمليات دقيقة، والإصرار على إيلام العدو في كل معركة، تثبت المقاومة أن قدراتها ليست فقط في ما تمتلكه من عتاد، بل في الروح القتالية العالية التي تميزها. إنها حرب إرادات، وحزب الله، بكل تأكيد، أثبت أنه قادر على الصمود والانتصار في هذه المعركة.