ضباط في مرمى النيران.. كيف نجحت المقاومة بتصفية أعلى الرتب العسكرية الإسرائيلية؟
منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى عمدت فصائل المقاومة الفلسطينية على استهداف ضباط وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعمليات مختلفة تكللت بالنجاح التام، يوم العبور الكبير إلى مواقع الاحتلال العسكرية في محيط قطاع غزة، ثم في المعارك التي وقعت بعد الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة
ها قد اعترف المتحدث باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، لأول مرة منذ بداية العملية الكبرى في شمال قطاع غزة، بأن الجيش تمكن من تهجير السكان من المناطق التي نزحوا إليها في حي الشيخ زايد وتل الزعتر.
وأرفق أدرعي المنشور الذي لم يترجمه إلى اللغة الإنكليزية، خلافاً لكل منشوراته، بصور اقتحام مراكز الإيواء في محيط المستشفى الإندونيسي، والذي تم خلاله اعتقال المئات من الرجال، وإجبار النساء على النزوح إلى خارج مخيم جباليا.
عملياً، يطبق العدو خطة الجنرالات، وفق ما تقوله كل الشواهد على الأرض، لكنه عمد إلى تبديل أدواته التي اصطدمت بصمود الأهالي، إذ نفّذ، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مئات الغارات وعشرات عمليات نسف المنازل والأبنية السكنية، والأفظع من ذلك، مجازر كبرى.
وفي مقابل كل ما تقدّم، تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تسديد الضربات القاسية إلى جيش العدو، حيث تمكنت، من قتل قائد اللواء 104 مدرّع، الجنرال إحسان دقسة، وإصابة كل من نائب قائد الفرقة 162، وقائد الكتيبة 52.
ووفقاً لجيش الاحتلال، فإن دقسة هو أكبر رتبة عسكرية يُقتل صاحبها منذ بدأت العملية العسكرية البرية في القطاع، وكان قد حضر برفقة مدرعتين إلى مناطق غربي جباليا، ليجري تقييماً عملياتيا برفقة قادة الفرق والكتائب، قبل أن تقع آليته في شرك ناري محكم، تسبب بتدميرها ومقتل وإصابة من كان برفقته.
اذا هي الملحمة التي رسخت قواعدها المقاومة الفلسطينية خلال المعركة، بين مهاجمة جيش الاحتلال ونخبه العسكرية أولاً، ثم الدفاع عن مناطق قطاع غزة التي توغل بها جيش الاحتلال، وحاول بها ترسيخ دعاية تحمل صورة نصرٍ له، في حين تتساقط رتبه العسكرية الرفيعة في هذه المواجهة.
وتوضح مجريات المعركة أن المقاومة الفلسطينية نجحت بشكلٍ بارز في اغتيال رتبٍ عسكرية رفيعة من جيش الاحتلال خلال القتال، في الوقت الذي تفاخرت به حكومة الاحتلال مراراً وتكراراً بتحقيقها إنجازات ضخمة من خلال الاغتيالات على مختلف الجبهات، في حين تكثف المقاومة من عملياتها التي تضرب بها نخب جيش الاحتلال وقادته.
وعلى صعيدٍ فعلي، فإن قتل الشخصيات العسكرية الرفيعة في جيش الاحتلال، يعكس وجهاً بارزاً من وجوه الاستنزاف المتعددة التي تحيط بجيش الاحتلال على مدار عام متواصل من القتال، فضلاً عن مئات القتلى المُعلن عنهم رسمياً من جنوده وضباطه برتبٍ عسكرية مختلفة من حيث الثقل العسكري وحتى الأمني والاستخباراتي.