المقاومات تعيد الكيان الى المربع الأول
مع كل نشوة للعدوان، ومع كل اعتقاد بأنه أنجز تقدما نحو تحقيق مشروعه، تعيد المقاومة الكيان ورعاته الى المربع الأول.
رغم كل محاولاته، ورغم إجرامه وارتكاباته، وغلوه في التوحش، لم تفلح جسور الإمداد وكل هذا الضوء الأخضر الممنوح لكيان الاحتلال لاستكمال اجرامه واستهداف المدنيين، والآمنين وكل ما يمت الى الحياة بصلة في بسط سيطرة الكيان وتغيير الواقع المستند الى صلابة الشعوب والى قرارها، بالالتصاق بهذه الارض والارتكاز الى المقاومة خيارا أوحدا في مواجهة مشروع الاستعمار وإفراغ الأوطان من سكانها.
عام على التوحش، عام على تعرية فصائل المقاومة في قطاع غزة، لحقيقة الموقف الأميركي، ولحجم هذا المشروع، الساعي الى تقويض أي قرار شعبي بالصمود، واي قرار برفض ان تكون بلاد المقاومة جزءا من مشروع الاسر ومن مشروع التهويد، ومن الانبطاح للعنجهية الاميركية، عام على المحاولات اليومية، لكسر المقاومة، وزرع الوهن في نفوس الشعوب، وقتل الغد، وتدمير الماضي والحاضر، فيما تكون النتيجة، أكثر تماسكا وأكثر تجذرا بهذه الارض، وأكثر ابداعا من قوى المقاومة، التي وفي كل معركة يعتقد فيها كيان الإحتلال انه حقق تقدما، حتى تخرج الأرض باحمالها، وتلفظ مشروع هذا الكيان.
فها هو رئيس وزراء الاحتلال يلوك وعده باعادة المستوطنين الى الشمال بعد ما بات هو في دائرة الاستهداف، بعد استهداف منزله في قيسارية، وها جيشه على الحدود الشمالية ينزف، في وجه قدرات المقاومة، وتكبيدها جنوده الخسائر اليومية، وفي قطاع غزة، مع كل نشوة اسرائيلية، تعيد فصائل المقاومة الكيان الى نقطة الصفر، بابداعها في المواجهة، وفي قتل ضباطه وجنوده.
المشروع كبير، لم يعد هناك أي لبس في الامر، في ظل شراكة هذا النظام العالمي، في سفك دماء الأبرياء، وفي التدمير الممنهج، وفي لعبة الإخضاع، لكن هذا جانب من الصورة، في الجانب الآخر إرادة وصمود، ومقاومة، تؤكد مع كل استحقاق، أنها لا زالت تملك الكثير من الأوراق لردع هذا المشروع ولإعادة هذا الوحش، ولو بعد حين، الى حظيرته.