رعب الاحتلال من صمود المقاومة وقدراتها المتزايدة
يواجه الكيان الصهيوني تحديات غير مسبوقة تعكس حجم المخاوف والقلق في صفوفه مع ابراز المقاومة الإسلامية قدرتها الفائقة على الصمود والتكتيك ، مما أثار ذعرًا حقيقيًا في الأوساط الإسرائيلية.
مع كل عملية جديدة أو ضربة مؤلمة يتجلى حجم الضعف الذي يعاني منه العدو، في مواجهة قوة متجددة مستمدة من الإرادة الشعبية والتكتيك ومستوى عال من الحكمة والبصيرة هذه الديناميكية تشكل نقطة تحول في المعركة، حيث ينظر الكيان إلى المقاومة ليس فقط كخصم عسكري، بل كقوة تعكس صمود شعب بأكمله، مما يثير مخاوف حقيقية من نتائج أي مواجهة مقبلة.
هذا و تتزايد المخاوف في الأوساط الإسرائيلية حول تصعيد عمليات حزب الله العسكري في الآونة الأخيرة، حيث يشير الخبراء والمحللون إلى أن الحزب قد نجح في تطوير قدراته العسكرية بشكل ملحوظ، مما يُكبد الجيش الإسرائيلي أثمانًا باهظة. وبرزت مؤشرات قوية تدل على أن حزب الله ليس مجرد مجموعة مسلحة، بل منظمة تتسم بالذكاء العسكري والتخطيط الاستراتيجي، مما يُعقد من المشهد الأمني في المنطقة.
حزب الله، الذي يعتبره خبراء صهاينة عدوًا ذكيًا، أظهر قدرة على التكيف والانتعاش في مواجهة الضغوط. وفقًا لتصريحات وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، يعيش سكان الشمال منذ أكثر من عام تحت وطأة القلق والإخلاء، وهو ما يُعتبر "ثمنًا باهظًا" يعكس فشل إسرائيل في تأمين المناطق الشمالية. وهذا الرأي يتشارك فيه العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية، بما في ذلك رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، الذي حذر من أن المعركة في الشمال "لن يكون قصيرًا أو رخيصًا" وقد يؤدي إلى تكبد المزيد من الأرواح.
وفقًا لتقارير عسكرية، يمتلك حزب الله ما يُقدر بمئات الآلاف من الصواريخ، بما في ذلك صواريخ دقيقة طويلة المدى. وقد تمكن الحزب من تنفيذ ضربات نوعية على أهداف إسرائيلية، مثل االضربات التي استهدفت مستعمرة "كريات آتا"، ما يعكس استعداده للرد على أي اعتداءات. في الوقت نفسه، تُظهر التقارير العسكرية أن الجيش الإسرائيلي قد عانى من خسائر فادحة في صفوف جنوده، حيث تم تسجيل نحو 15 قتيلًا و34 جريحًا في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى إصابات خطيرة أخرى.
تشكل المسيرات أيضًا تهديدًا كبيرًا للأمن الإسرائيلي. وقد أشار قائد تشكيل الدفاع الجوي السابق، العميد احتياط أرييه فيشباين، إلى أن حزب الله أطلق نحو 1200 مسيرة على إسرائيل، نجح حوالي 200 منها في اختراق الدفاعات الجوية. يُعتبر هذا نجاحًا كبيرًا يعكس تطور التكنولوجيا العسكرية لدى حزب الله وقدرته على استخدام المعلومات الاستخباراتية بفعالية في تنفيذ هجماته.
يرى المحللون في إسرائيل أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى حرب استنزاف مستمرة. المحلل السياسي نداف آيال اعتبر أن هناك خشية حقيقية من أن تكون التهديدات مستمرة مع حافزية عالية لدى حزب الله، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية من قبل الحكومة الإسرائيلية لتحقيق تسوية سياسية فعّالة. وتدل هذه المخاوف على وجود قناعة بأن الحلول العسكرية وحدها لن تكون كافية للتعامل مع حزب الله.
وفي إطار تقييم قدرة حزب الله العسكرية، قال ليئور أكرمن، مسؤول سابق في الشاباك، إن الحزب "أفضل حالًا من حماس وأي عدو آخر"، رغم تعرضه لضغوط قوية. وأشار إلى أن البنية التحتية العسكرية لحزب الله لا تزال قائمة، مع وجود مخزون كبير من الصواريخ التي لم تُستخدم بعد. وهذا يعكس قدرة حزب الله على الحفاظ على قدراته العسكرية بالرغم من الضغوط التي يتعرض لها.
بينما يواصل حزب الله تعزيز قدراته العسكرية والتكتيكية، يزداد القلق الإسرائيلي من إمكانية الانزلاق نحو صراعات أكثر تعقيدًا وكلفة. لذا، فإن المستقبل يحمل في طياته تحديات جديدة، ولكنه أيضًا يحمل الأمل في استمرار النضال من أجل القضية الأولى فلسطين، مما يضمن أن صوت المقاومة سيبقى مسموعًا وأن حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني ستظل محفوظة، مهما كانت الظروف.