19 تشرين أول , 2024

يحيى السنوار: أسطورة المقاومة وصانع الطوفان

لم يكن أبا ابرهيم السنوار مجرد قائد عسكري، بل كان رمزاً لصمود لا ينكسر، وشخصية جمعت بين الفروسية في القتال والبصيرة في التخطيط فالسنوار لم يكن مجرد قائد، بل كان ضميرًا فلسطينيًا حيًا، سيظل يلهم الأجيال القادمة.

في سماء المقاومة الفلسطينية، يبرز اسم يحيى السنوار كنجمة ساطعة لا تنطفئ. هذا الرجل الذي خطّ بدمه وروحه ملحمة جديدة من ملاحم الكرامة والصمود، ليس فقط لأنه كان قائداً شجاعاً أو مخططاً محنكاً، بل لأنه كان روحاً تُلهب قلوب من حوله، قائدًا يعيش ويستشهد من أجل حلم أكبر من الحياة، حلم الحرية فمنذ صغره، عاش يحيى السنوار في قلب القضية الفلسطينية لم تكن طفولته سوى صفحة حملت بين سطورها بذور مقاومة لم تكن لتذبل

في سجون الاحتلال، كان السنوار يواجه أقسى ظروف الأسر، ولكن بدلاً من أن تضعفه هذه المحنة، زادته قوة وعزمًا. في ظلمات الزنازين، كان يحيى يصنع خططه للمستقبل. لم يكن الأسير العادي، بل كان قائدًا حتى خلف القضبان، يُلهب عزيمة رفاقه ويؤكد لهم أن المقاومة لا تموت، وأن الألم مهما كان شديدًا لا يمكن أن يكسر الإرادة.

كانت لحظة "طوفان الأقصى" هي اللحظة التي أثبت فيها السنوار أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على تغيير مجرى التاريخ. لقد كان المهندس الرئيسي لهذا الحدث الذي قلب المعادلات. بفضل تخطيطه الدقيق وإرادته التي لا تلين، تحوّل الطوفان إلى رمز يُلهم الجميع. ليس فقط في فلسطين، بل في كل أنحاء العالم.

ما فعله السنوار لم يكن مجرد عمل عسكري، بل كان رسالة للعالم أجمع: أن الفلسطينيين لن ينسوا حقوقهم، وأنهم مستعدون للقتال من أجل حريتهم مهما كانت الظروف لقد أعاد السنوار الأمل في قلوب الفلسطينيين بعد أن حاول الكثيرون تهميش قضيتهم.

 

عندما استشهد السنوار، كان يحمل بندقيته، يقاتل إلى جانب إخوته المقاومين. لم يكن يختبئ خلف الأسرى أو يحتمي بمخابئ محصنة. لقد واجه الاحتلال وجهًا لوجه، وكان استشهاده تجسيدًا حقيقيًا للشجاعة والنقاء الذي حمله في قلبه طوال حياته. لم يكن قائدًا يختبئ في الظل، بل كان في المقدمة دائمًا، يشارك رجاله كل لحظة، وكل معركة.

استشهاده كان خسارة كبيرة، لكن إرثه لم يمت. لقد ترك وراءه جيلًا كاملاً من المقاومين الذين تعلموا منه أن الحرية تستحق كل تضحية، وأن النصر ليس مستحيلاً ما دامت الإرادة حية.

لقد ترك السنوار بصمة لا تُمحى أصبح رمزًا للشجاعة، للقيادة الحقيقية التي تعيش من أجل الآخرين. بالنسبة للفلسطينيين، أصبح السنوار جزءًا من ذاكرتهم الجماعية، جزءًا من حلمهم الذي لا يموت. ومن خلال طوفانه، قدم للعالم درسًا في الكرامة والعدالة، درسًا لا يُنسى.

حيث نجح السنوار في إعادة القضية الفلسطينية إلى قلب الاهتمام الدولي، في وقت كان العالم يحاول نسيانها. أعاد للناس الإيمان بأن المقاومة هي الطريق إلى الحرية، وأن التمسك بالأرض والحقوق هو الطريق الوحيد للكرامة.

يرحل الأبطال عن الحياة، لكنهم يظلون خالدين في قلوب شعوبهم، هكذا هو يحيى السنوار. لم يكن استشهاده نهاية لمسيرته، بل بداية لأسطورة تروى وتُلهم. في كل ركن من فلسطين، وفي كل قلب ينبض بحب الوطن، سيبقى السنوار رمزًا للشجاعة والإرادة الصلبة التي لا تنكسر. لقد صنع بدمائه الطاهرة ملحمة تُعلّم الأجيال القادمة أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الحق مهما تأخر انتصاره، لا يُنسى. سيبقى يحيى السنوار في ذاكرة التاريخ منارةً تضيء طريق كل من يسعى نحو الحق والكرامة، وكل من يؤمن بأن فلسطين تستحق الشهادة في سبيل تحريرها.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen