في ذكرى مجزرة المعمداني.. مجازر الإبادة مُستمرّة
في ذكرى مجزرة المعمداني الاكثر دمويّة في تاريخه الاسود ، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مستهدفاً مدرسة تؤوي نازحين..في دليلٍ جديد على أنّ هذا الكيان لا رادع لاجرامه.
المشهد نفسه .. الإجرام ذاته.. قبل عام من اليوم ، كانت مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، هي المجزرة الرهيبة الأولى التي اقترفها العدو الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..
وبعد أن طوت الوقائع على أرض غزة دماء مجزرة مستشفى المعمداني في كتب التاريخ، ونجا العدو الإسرائيلي من العقاب، ونجا من المسائلة، استمر بإجرامه وعاد ليقترف بعد ذلك عدة مجازر، دون أن يمسه الخوف أو القلق من المحاسبة.. فكانت مجزرة النصيرات ومجزرة المواصي في خان يونس، ومجزرة البركسات في رفح، ومجزرة الشجاعية، ومجزرة مسجد التابعين في غزة، ولم تكن آخر المجازر مجزرة مستشفى شهداء الأقصى، حين حرق الجيش الإسرائيلي خيام النازحين بأطفالها ونسائها وهم أحياء وصولاً إلى مجزرة مدرسة النازحين في جباليا..
المشهد يتكرّر يومياً..في مخيم جباليا شمال قطاغ غزة حيث قصف الاحتلال مدرسة أبو حسين بصاروخين أثناء توزيع وجبات الطعام على النازحين في المدرسة.
وأفادت مصادر طبية في القطاع باستشهاد ٢٨ شخصاً جلّهم اطفال..بالإضافة إلى ١٦٠ جريحاً.
وفي مشاهد تدمي القلوب تكدّست الإصابات في مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد الذي يعمل في الشمال حيث صرّحت طواقم الإسعاف عن صعوبة وعجز في الوصول إلى المدرسة المستهدفة بالوقت الذي كان فيه بعض المصابين يلفظون انفاسهم الأخيرة..
هذا الواقع المأساوي عزّزه حصار الاحتلال لمخيم جباليا منذ أكثر من ١٣ يوماً مع تضييق كبير وقصف يكاد لا يتوقف.
وعلق المكتب الاعلامي الحكومي في غزة على المجزرة مؤكدا أن الاحتلال كان يدرك أن المدرسة تأوي نازحين شرّدهم الكيان من منازلهم وقصف أحياءهم المدنيّة لافتا في السياق أن إسرائيل قصفت ١٩٢ مركزا للنزوح والايواء في مذابح كبيرة.
وبرغم هذا التوحش الصهيوني تشدد فصائل المقاومة الفلسطينية بعد ادانتها جرائم الابادة أن ارتكاب هذه المجزرة مضافة لسابقاتها لن تثني الشعب الفلسطيني ومقاومته عن التمسك بحقوقه مؤكدة أن هذا الكيان لا يرتدع الا بمزيد من الضرب على رأسه.
ونفت المقاومة الفلسطينية مزاعم الاحتلال وادعاءاته بأن المدارس تستخدم لاغراض المقاومة مشيرة الى أن ذلك مجرد أكاذيب مجددة دعوتها للدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والامم المتحدة بضرورة التحرك الفوري لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي باتت اليوم تهدد الأمن في كل المنطقة.
هذه المجازر التي تأتي عقب فشل الاحتلال أمام المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.. وإلى أن تصحو الشعوب العربية إلى المستقبل المظلم الذي ينتظرها، وإلى أن تفيق شعوب الأرض على الواقع الذي يهدد إنسانيتها، على الشعب الفلسطيني أن يواصل معركة التصدي للعدوان بما امتلك من قوة إيمان بحقه، وبما لديه من إصرار على مواصلة الحياة رغم بعبع الموت الذي يحمله الإسرائيليون، وعلى الشعب الفلسطيني أن يبادر إلى آلية عمل مقاوم يوجع الإسرائيليين في مأمنهم، ويربك حساباتهم الأمنية والسياسية.