السنوار شهيداً.. ممتشقاً بندقيته، مقبلاً ومشتبكا مع العدو
حاملاً وسلاحه ومرتدياً جعبة عسكرية، هكذا استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحي السنوار// حارماً إسرائيل من صورة نصر بحثت عنها طوال سنوات// خاتماً مسيرة جهادية استمرت منذ شبابه لأكثر من أربعين عاماً، مثبتاً السردية التي يعرفها العالم الحرّ عنه// قائداً محارباً وموجوداً في الميدان
سيخلّده التاريخ كأحد أبطال المقاومة، ستذكره الأجيال كأيقونةٍ في الكفاح ضد الاستعمار، سيسطّر اسمه بالرجل الذي واجه العالم وحيداً وقاتل مع شعبه وحيداً، واجه بشجاعة وبسالة وترّجل عن صهوة جواده لنحسبه عند الله شهيداً.
استشهد مشتبكا مقاوما مجاهدا، استشهد في أكثر الأماكن خطورة في حي تل السلطان برفح الذي تم إخلاؤه منذ أكثر من 5 أشهر، ولم يكن في الأنفاق ولا بين النازحين، بل في المعركة وفي الميدان فوق الأرض مشتبكا مقبلا غير مدبر.
ختم السنوار في 17 تشرين الأول/أكتوبر، مسيرة جهادية استمرت منذ شبابه لأكثر من 40 عاماً، مثبتاً السردية التي يعرفها الفلسطينيون عنه قائداً محارباً وموجوداً في الميدان، ومحطماً السردية الإسرائيلية التي حاولت دائماً تصويره على أنه هارب ومختبئ في الأنفاق.
هو المجاهد الذي خرج من السجون الإسرائيلية بعد نحو 23 عاماً فيها، إلى قطاع غزة، وفياً للأحرار، ككل القادة الذين سبقوه، فاستُشهد بين أبناء شعبه في بذلته العسكرية التي يحب.
هو الشهيد يحيى إبراهيم السنوار، الفلسطيني المولود عام 1962، في مخيم خان يونس، لاجئاً من عسقلان المحتلة. استُشهد متبوّئاً منصب رئيس المجلس السياسي لحركة حماس، خلفاً لإسماعيل هنية، الشهيد أيضاً.
الشهيد يحيى السنوار، هو مؤسس مجد، جهاز أمن حماس. هو الذي أسس الجهاز الذي يضمن استمرار حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، التي أقرّ العالم كله، وفي مقدمته الولايات المتحدة، باستحالة القضاء عليها.
وبعد أن تحرر من الأسر في صفقة وفاء الأحرار، عام 2011، والتي شارك في إدارتها من داخل السجون الإسرائيلية أيضاً، تولى التنسيق بين القيادتين السياسية والعسكرية في حماس، خلال معركة العصف المأكول، عام 2014. صار رئيس حماس في غزة عام 2017. وفي عام 2021، اتخذ قرار إطلاق معركة سيف القدس، تلك المعركة التي تحدّى فيها الشهيد السنوار إسرائيل لتغتاله، والتي بشّر فيها أهله بأنّ ضرب تل أبيب أسهل علينا من شربة ماء.
وفي عام 2023، أطلق معركة طوفان الأقصى، التي أعلنها القائد العام لكتائب القسّام، محمد الضيف، صبيحة ذلك السبت، في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر.
سبق تحدي السنوار إسرائيل لتغتاله عدة محاولات لذلك، فقصف الاحتلال منزله في عدوانه على غزة عام 2012. ثم في عام 2021، عام سيف القدس الذي امتشقه السنوار ولم يغمده حتى الرمق الأخير، قصف الاحتلال أكثر من مكان محاولاً الوصول إليه. وتكرر ذلك خلال الطوفان الهادر الذي بشّر به السنوار، إذ اقتحم أكثر من مكان في محاولات لاستهدافه.
وبعد كل ذلك، استشهد القائد الفلسطيني مقبلاً غير مدبر، مصوّباً سلاحه نحو إسرائيل.