تحقق الوعد: دبابة ميركافا تحترق في اللبونة على الهواء مباشرة
في لحظة تجسّد فيها الوعد، وتحوّلت فيها الكلمات إلى واقع يشهده العالم على الهواء مباشرة، أحرقت المقاومة الإسلامية في لبنان صورة القوة الإسرائيلية التي طالما كانت محل رعب وتفوق في ميدان القتال.
عندما وعد السيد حسن نصر الله بأن الصهاينة سيرون دباباتهم تحترق أمام أعينهم، لم يكن ذلك مجرد خطابٍ سياسيٍّ أو استعراضٍ للقوة، بل نبوءة تحققت على مرأى الجميع. فجر اليوم، في مرتفع اللبونة جنوب لبنان، التهمت النيران دبابة ميركافا، رمزية الاحتلال العسكري الإسرائيلي، معلنةً للعالم أن الوعد الذي قطعه السيد نصر الله لم يكن إلا لحظة انتظارٍ لانتصارٍ محقق.
في تصاعدٍ واضح للمعركة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، برهنت المقاومة الإسلامية في لبنان مرة أخرى على قدرتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحققت اليوم إحدى أبرز الوعود التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ففي خطاباته المتعددة، كان قد أكّد مراراً أن الإسرائيليين سيشاهدون دباباتهم وهي تحترق على الهواء مباشرة في حال قرروا الدخول إلى لبنان.
فلقدتمكنت المقاومة الإسلامية من استهداف دبابة ميركافا، رمز القوة البرية الإسرائيلية، في مرتفع اللبونة بصاروخ موجّه، أدى إلى احتراقها بالكامل وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. الحدث لم يكن مجرد عملية عسكرية بل كان تجسيداً حرفياً للوعد الذي أطلقه السيد الشهيد نصر الله. كاميرات وثّقت المشهد، حيث شاهد العالم على الهواء مباشرة آليات الاحتلال وهي تلتهمها النيران، لتكون هذه اللقطات رمزاً للفشل الإسرائيلي في استيعاب قوة المقاومة عند حدودها.
إن مشهد احتراق دبابة الميركافا على الهواء مباشرة يحمل أبعاداً تتجاوز المعركة الميدانية. فهو يؤكد تفوق المقاومة في ميدان الحرب النفسية، حيث أن الإسرائيليين لطالما اعتبروا دباباتهم وعتادهم العسكري بمثابة درعٍ لا يمكن اختراقه. ولكن عندما يتم استهدافها بشكل مباشر ويُعرض المشهد على شاشات التلفزة، تتحول هذه الصور إلى وسيلة لضرب الروح المعنوية للجيش والمجتمع الإسرائيلي.
على المستوى السياسي، يعيد هذا الحدث التأكيد على معادلة الردع التي أرساها السيد حسن نصر الله وان أي محاولة إسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب أو التقدم البري في لبنان ستكون مكلفة للغاية، ليس فقط من حيث الخسائر المادية، بل أيضاً من حيث الفشل الاستراتيجي والتراجع المعنوي. وقد رأينا هذا التأثير يتجلى بوضوح في رد الفعل الإسرائيلي المرتبك، سواء من خلال الإعلام أو على مستوى القيادات العسكرية.
تحقق وعد السيد حسن نصر الله ليكتب التاريخ فصلاً جديداً من معادلة الوعد والوفاء. في مشهدٍ حمل رسائل أبعد من مجرد مواجهة عسكرية، أثبتت المقاومة الإسلامية أن قوتها لا تكمن فقط في قدراتها القتالية، بل في قدرتها على تحويل الوعد إلى واقع، والكلمات إلى نار تلتهم آليات العدو. احتراق دبابة الميركافا في اللبونة لم يكن نهاية لقصة معركة فحسب، بل بداية لمرحلة جديدة من الصمود والإصرار، حيث باتت حسابات العدو أكثر تعقيداً والخوف من المستقبل أكثر حضوراً. إن مشاهد الدمار هذه لا تُذكّر الإسرائيليين بقوة المقاومة فقط، بل تُثبت مرة أخرى أن كل خطوة على الأرض اللبنانية ستكون مكلفة، وأن كل وعد من المقاومة، مهما بدا مستحيلاً، سيظل قابلاً للتحقق على أرض المعركة.