17 تشرين أول , 2024

المقاومة الإسلامية تترجم معادلة إيلام العدو..وتكشف نقاط ضعفه

باتت المقاومة الإسلامية تمثل قوة متنامية لا يمكن تجاهلها، حيث تجسد قدرة مدهشة على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات والقدرة على إلحاق خسائر ملموسة بالعدو الصهيوني تعكس الإرادة الجماهيرية الثابتة والإيمان العميق بالحق في المقاومة والتحرر.

تستمر المقاومة في تعزيز قدراتها العسكرية والتكتيكية، بينما تعاني قوات العدو من تآكل قوتها وفعالية ردودها، مما يعكس تحولًا جوهريًا في معادلة المعركة إن هذا التوازن الجديد في ميزان القوة لا يبشر فقط بمزيد من الانتصارات على الأرض، بل يؤكد حقيقة المعركة الوجودية التي لا مكان للكيان الصهيوني في الأراضي الشاهدة على اجرامه وهشاشته

وحيث تشهد الحدود اللبنانية الفلسطينية تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الاشتباكات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الصهيوني، مع تركيز المقاومة على استهداف الجنود الإسرائيليين والمواقع العسكرية بفعالية متزايدة يبدو أن هذه العمليات تعكس استراتيجيات محسوبة للمقاومة، تجمع بين تكتيكات هجومية مباشرة وعمليات قصف صاروخي على أهداف حساسة. هذا التصعيد يأتي في إطار معركة طويلة الأمد، ولكنه اليوم يشير إلى تغييرات هامة في ميزان القوى على الأرض، حيث بات العدو الإسرائيلي يعاني من خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

فمن خلال المواجهات الأخيرة يوم امس ، تظهر المقاومة الإسلامية قدرة كبيرة على تنفيذ عمليات معقدة وذات فعالية عالية، مستفيدة من عناصر أساسية:

التخطيط والتنسيق الدقيق حيث إن تنفيذ عمليات الاشتباك من مسافة صفر، كما حدث في محيط بلدة القوزح، يعكس تنسيقًا كبيرًا بين الوحدات الميدانية. استخدام مختلف أنواع الأسلحة، بدءًا من الرشاشات وصولاً إلى الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، يبرز احترافية المقاومة في التعامل مع مواقف قتالية متنوعة.

استهداف المدرعات والمواقع العسكرية كاستخدام المقاومة لصواريخ موجهة ضد دبابة ميركافا، وهو من أقوى أنظمة الدبابات في الجيش الإسرائيلي، يؤكد امتلاكها تكنولوجيا تسليحية متقدمة قادرة على إحداث أضرار جسيمة في صفوف العدو والتطور في العمليات الصاروخية

رغم التفوق العسكري الإسرائيلي في الاجرام والعدوان، تكشف هذه الاشتباكات عن نقاط ضعف متزايدة لدى العدو، أبرزها:

الانكشاف التكتيكي، رغم القوة العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، فإن الاشتباكات الأخيرة عند الحدود اللبنانية تُظهر انكشافًا ميدانيًا واضحًا، خاصة على مستوى حماية الجنود. خسارة 5 جنود من لواء "غولاني"، وهو من النخبة في الجيش الإسرائيلي، يوضح عدم قدرة القوات على التكيف مع التكتيكات الجديدة للمقاومة.

تراجع القدرة على الرد السريع على الرغم من محاولة إسرائيل توظيف منظومات دفاع متقدمة، فإن كثافة القصف الصاروخي، كما حدث في صفد ومستعمرتي "يفتاح" و"كرمئيل"، يدل على ضعف في سرعة الاستجابة وتدهور في فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وفشل العمليات الجوية رغم الاعتماد الكبير على الطائرات المسيرة لتأمين التفوق الجوي، فإن تصدي المقاومة لمسيرتين إسرائيليتين يمثل نقطة ضعف جديدة. فشل إسرائيل في الحفاظ على التفوق الجوي الكامل يعني أنها بدأت تفقد واحدًا من أهم عناصر القوة في أي مواجهة عسكرية.

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن المقاومة الإسلامية نجحت في تحقيق توازن جديد في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، حيث باتت تكتيكاتها المدروسة وتطور قدراتها التسليحية، جنبًا إلى جنب مع الاستفادة من نقاط ضعف العدو، تحقق نتائج ملموسة على الأرض.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen