استراتيجية الردع: حيفا تحت المجهر
حيفا في مرمى المقاومة معادلة التحدي الجديد، ليست مجرد تهديد عابر، بل هي رسالة تعكس نية المقاومة في توسيع نطاق عملياتها واستعدادها للدفاع عن أرضها وارض فلسطين المقاوِمة.
في خضم التصعيد المستمرفي معركة طوفان الاقصى، برزت تصريحات المقاومة الإسلامية حول مدينة حيفا من خلال نشر المقاومة الإسلامية مساء يوم امس لفاصل مصور حمل عنوان سنجعل حيفا مثل كريات شمونة والمطلة ، ما نشرته المقاومة يظهر كعلامة فارقة تعكس تحولًا استراتيجيًا في الميدان ويحمل دلالات سياسية وعسكرية متعددة ويعكس استراتيجية المقاومة ورؤيتها للأوضاع الإقليمية.
تشير المطلة وكريات شمونه إلى مناطق تقع في شمال الكيان الصهيوني، والتي تعرضت لضربات من المقاومة .لذا، فإن الإشارة إلى حيفا – المدينة الساحلية الكبيرة والمهمة – تعكس نية المقاومة في توسيع نطاق عملياتها، وتحقيق الردع والضغط على الكيان الصهيوني.
وفي ابعاد ما نشر عسكريا تتضح القدرة العسكرية حيث تشدد المقاومة على تطوير قدراتها العسكرية من خلال تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة و قدرتها على استهداف حيفا تحذيرا للكيان الصهيوني بأن كل المدن، بما فيها الكبرى، ليست في مأمن.
اما في الإستراتيجية الدفاعية تشير هذه المعادلة إلى أن المقاومة تعتمد على مبدأ المعركة في العمق، حيث أن استهداف حيفا يعني تنفيذ عمليات في قلب الأراضي المحتلة، مما يزيد من التكلفة البشرية والمادية للعدو.
في البعد السياسي تعزز هذه الضربة من الروح المعنوية للمقاومة وشعبها وتاكد قوتها وقدرتها على التحدي بكل اشكاله و تعكس موقفًا قويًا في وجه التهديدات الخارجية وتعبر المعادلة عن رسائل متتالية للكيان الصهيوني ومؤيديه بأن أي اعتداء على المناطق المحتلة سيقابل برد قوي ومباشر، وأن الردود ستكون شاملة وتطال العمق الإسرائيلي.
مثل هذه التصريحات قد تثير قلق المجتمع الإسرائيلي وتؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي، مما قد يؤثر على الحياة اليومية والموقف العام تجاه الأمن.
إن المعادلة الجديدة التي طرحتها المقاومة الإسلامية، والتي تقارن حيفا بالمطلة وكريات شمونه، تحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية عميقة. تهدف هذه الرسالة إلى تعزيز موقف المقاومة وإيصال فكرة أن الأمان لم يعد موجودًا في أي جزء من الأراضي المحتلة.
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان على لبنان ، تبرز المقاومة الإسلامية كصوت قوي يعبر عن الإرادة الشعبية ويعزز الثقة في القدرة على مواجهة الاحتلال. إن المعادلة الجديدة التي تربط حيفا بالمطلة وكريات شمونه تجسد تصميماً لا يلين على المقاومة والتحدي، مما يعكس استراتيجية عميقة تعيد تحديد قواعد اللعبة في المعركة ، هذه الرسالة تؤكد أن المقاومة لن تتراجع، بل ستستمر في تنفيذ عملياتها التي تهدف إلى تحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني واللبناني على حد سواء.