حرب الاستنزاف: المقاومة تكتب فصلاً جديداً في انهيار الكيان الصهيوني
تتصاعد وتيرة حرب استنزاف طويلة الأمد تقودها المقاومة بإصرار وتخطيط دقيق في ظل عجز الاحتلال عن تحقيق انتصار حاسم وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والعسكرية داخل الكيان.
يواجه الكيان الصهيوني اليوم حرب استنزاف طويلة الأمد، وهي حرب تنذر، بحسب مراقبين محليين وخبراء عسكريين، بانهيار الكيان الإسرائيلي من الداخل، وسط تصاعد الانتقادات لبنيامين نتنياهو وسياساته حيث يتهمه العديد من الأصوات في "تل أبيب" بأنه يجر الكيان الصهيوني نحو مغامرة عسكرية لا جدوى منها، ستكلفه غالياً على المستويات العسكرية، الاقتصادية، والمعنوية.
على مدار أكثر من عام، فشل "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق انتصار حاسم ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. حتى مع التصعيد المستمر، فإن المحصلة على الأرض تشير إلى حرب استنزاف ستؤدي إلى إضعاف القدرة الإسرائيلية على مواصلة المعركة. وفقاً للجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، فإن حرب الاستنزاف الحالية لن تؤدي إلى سقوط "حماس"، بل على العكس، ستؤدي إلى انهيار "إسرائيل" نفسها.واليوم مع توسيع رقعة المعركة الى لبنان منذ اكثر من ثلاثة أسابيع ها هو يجر نفسه الى انهيار كامل لكيانه في حرب فاقت قدراته العسكرية في الميدان لم تكسبه سوى المزيد من الجرائم والاعتداءات
وفيما يتعلق بالخسائر الاستراتيجية، فإن الكيان الصهيوني يخوض حرباً داخل حدودها للمرة الأولى، حيث أصبحت الصواريخ التي تطلقها المقاومة تصل إلى عمق الأراضي المحتلة، ولم يعد هناك مكان آمن يلجأ إليه المستوطنون. كما أن الوضع الاقتصادي في "إسرائيل" يشهد تدهوراً مستمراً، إذ أن النشاط الاقتصادي بات يتراجع بشكل ملحوظ بفعل استمرار القتال، رغم الدعم الأميركي المتواصل.
ومن أبرز مظاهر الانهيار الداخلي هو حالة الإرهاق التي تعصف بجنود الاحتياط، الذين يتم استدعاؤهم مراراً وتكراراً، ما يعكس حالة الإنهاك العسكري التي يعيشها جيش الاحتلال. كما بدأت تظهر بوادر معارضة داخلية لسياسات الحكومة، وهو ما يشير إلى وجود تصدعات داخل البنية العسكرية والمجتمعية داخل الكيان
ورغم استمرار الدعم الأميركي لـ الكيان إلا أن هذا الدعم وحده قد لا يكون كافياً لتأمين استمراره في الحرب. آخر صور هذا الدعم تمثلت في تزويد "إسرائيل" بمنظومة صواريخ "ثاد" الدفاعية، ولكن ذلك لم يمنع المقاومة من الاستمرار في توجيه الضربات.
تبدو حرب الاستنزاف الحالية حرباً خاسرة بالنسبة للكيان الصهيوني ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضاً على المستويات الاقتصادية والمعنوية. في المقابل، تثبت المقاومة قدرتها على الصمود وإحداث تغييرات استراتيجية في موازين القوة. ومع استمرار هذه الحرب، قد تجد "إسرائيل" نفسها أمام انهيار شامل لا يمكن للدعم الأميركي أو التدابير العسكرية التقليدية أن تمنعه ويبدو أن الكيان يواجه واقعاً غير مسبوق من التحديات الوجودية. فبينما تعاني من تآكل قدراتها العسكرية وتفاقم أزماتها الداخلية، تبقى المقاومة ثابتة على مواقفها، مستمرة في إلحاق الخسائر بكيان الاحتلال. ومع تحول هذه الحرب إلى معركة طويلة الأمد تُستنزف فيها الموارد والقدرات الإسرائيلية، يترسخ الإحساس بأن المقاومة قد نجحت في قلب موازين الصراع لصالحها، مما يترك "إسرائيل" أمام مستقبل قاتم يتسم بالضعف والتراجع المستمر.