معادلة إيلام العدو.. المقاومة تتجاوز الحدود نحو انتصار شامل
بإصرارٍ لا يتزعزع، ربط نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مصير لبنان بفلسطين، مشدداً على أن ما يجري في كل من الساحتين هو جزء من معركة واحدة ضد المشروع الصهيوني التوسعي. فهل يكون هذا الخطاب نقطة انطلاق لتحولات استراتيجية ستعيد تشكيل معادلات القوة في المنطقة؟
أطلَّ نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بخطابٍ يتجاوز المعاني التقليدية للمعركة مع الكيان الغاصب. من قلب المعركة، أطلق دعوةً شجاعة لمعادلة جديدة تحت شعار "إيلام العدو"، مؤكداً أن زمن الدفاع قد ولّى، وأن المقاومة االاسلامية في لبنان قد أصبحت في موقع المبادرة ليقدم رؤية جديدة تجمع بين التحدي الميداني والتحليل السياسي العميق.
الخطاب لم يكن فقط تأكيدًا على استمرار المقاومة، بل أعلن عن تحول استراتيجي، حيث أطلق معادلة جديدة أطلق عليها "إيلام العدو".
أحد المحاور الرئيسة في خطاب الشيخ قاسم هو التأكيد على الربط العضوي بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية. بتصريح واضح قال: "لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين وان ما يحدث في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد المشروع الصهيوني التوسعي الذي يسعى إلى الهيمنة على المنطقة بأسرها.
من النقاط الأساسية التي طرحها الشيخ قاسم هي التحول إلى "معادلة إيلام العدو". هذه المعادلة تشير إلى أن المقاومة باتت تمتلك القدرة على ضرب العمق الإسرائيلي، بما في ذلك المدن الكبرى مثل تل أبيب وحيفا، والتهديد بمزيد من التصعيد ضد المستوطنات الإسرائيلية. هذا التحول يعكس ثقة متزايدة لدى حزب الله في قدراته العسكرية، ويشير إلى أن الحزب يرى نفسه في موقع قوة قادر على فرض كلفة عالية على إسرائيل في حال استمرار العدوان.
الخطاب يكشف بوضوح رؤية حزب الله للمعركة على أنها ليست فقط معركة عسكرية بل مواجهة مع مشروع توسعي إسرائيلي يسعى إلى إعادة صياغة الخريطة السياسية في المنطقة. عندما يقول الشيخ قاسم إن "المشروع الإسرائيلي لا يكتفي بفلسطين"، فإنه يشير إلى قناعة الحزب بأن هدف إسرائيل النهائي هو الهيمنة على المنطقة بأسرها، وضرب القوى المقاومة التي تعارض هذا المشروع.
هذه الرؤية تضع حزب الله في موقف دفاعي استراتيجي، حيث يرى أن إسرائيل تسعى ليس فقط لإضعاف المقاومة في فلسطين، ولكن أيضًا لإنهاء دور حزب الله في لبنان. ولهذا السبب، يعتبر الحزب أن المواجهة الحالية هي مواجهة مصيرية، لا يمكن الفصل فيها بين المعارك التي تجري في مختلف الجبهات.
أحد أهم المحاور التي شدد عليها الشيخ قاسم هو مسألة التضحيات. فالخطاب يعكس قناعة راسخة لدى قيادة حزب الله بأن النصر لن يأتي دون تقديم التضحيات، وأن مواجهة الكيان ستتطلب كلفة كبيرة..
يؤكد الشيخ قاسم أن "للمواجهة ثمناً، لكنها تؤدي إلى الحرية"، وهو ما يعكس فلسفة المقاومة التي ترى أن الثمن المدفوع اليوم سيؤدي إلى حرية الأجيال المقبلة. هذا الربط بين التضحية والحرية يُظهر تفهمًا عميقًا للديناميكية التي تحكم المعركة الوجودية مع إسرائيل، حيث لا سلام مع عدو ولا انتصار دون المواجهة الشجاعة.
يتضح أن الشيخ نعيم قاسم قد رسم معالم مرحلة جديدة في مسيرة المقاومة، تؤكد أن الزمن قد حان لتغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني وبتصعيد القدرة على "إيلام العدو"، يسعى حزب الله إلى دفع المعركة إلى آفاق جديدة، حيث لا تقتصر المواجهة على الدفاع عن الأرض، بل تمتد لتصبح معركة تحرر شاملة. الرسائل التي وجهها قاسم، سواء إلى الجماهير أو إلى الأعداء، تعكس روحاً من التحدي والإرادة القوية، مؤكداً أن المقاومة ستظل حاضرة في الميدان، متمسكةً بحقوق الشعب وأرضه. وإن انتصار المقاومة هو انتصار لكل الأحرار في المنطقة، ولعل المستقبل القريب سيشهد تجسيد هذه المعادلة الجديدة التي ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط