حزب الله: تفوق استراتيجي وأخلاقي في مواجهة كيان الاحتلال
في ظل تصاعد المواجهات على الساحة الإقليمية، يبرز حزب الله كمحور قوة لا يُستهان به، متفوقاً على كيان الاحتلال الصهيوني واربابه ليس فقط عسكرياً، بل أخلاقياً واستراتيجياً.
استند حزب الله في جبهته الاسنادية لغزة ومواجهته للعدوان على لبنان إلى رؤية ثاقبة وإدارة حكيمة لفائض قوته، جعلته نموذجاً يُحتذى به في مقاومة الظلم والعدوان ومن خلال مواقفه الثابتة ودعمه للقضية الفلسطينية، أثبت حزب الله أنه حامل لواء الدفاع عن الأمة، محافظاً على تماسكه الداخلي ومشروعه الكبير في وجه كل التحديات، ليصبح رمزاً للمقاومة والصمود.
ففي ظل المواجهات المستمرة على الحدود الجنوبية للبنان منذ عام بين المقاومة التي يقودها حزب الله بوجه العدو الصهيوني المجرم، برزت العديد من الحقائق والوقائع التي تؤكد استراتيجية حزب الله في إدارة المعركة تجسدت في الاستراتيجية الحكيمة في التعامل مع فائض القوة فرغم امتلاكه تلك القوة، إلا أنه اختار عدم استخدامها بشكل مفرط في المرحلة الأولى من المواجهة.
حزب الله أدرك أن التصعيد العسكري الكبير لن يوقف الحرب على غزة ولن يمنع الحرب على لبنان، بل كان سيؤدي إلى تعبئة غير مسبوقة في الغرب لدعم كيان الاحتلال وتوحيد الداخل الإسرائيلي. وبدلاً من ذلك، اختار الحزب التعامل الموضعي مع الجبهة، مما كشف وحشية الكيان وأكسبه مشروعية الحرب على مستوى عالمي.
تفوق حزب الله لا يقتصر فقط على القدرات العسكرية، بل يتجلى في امتلاكه مشروعية أخلاقية عالية فهو يدرك أن القوة ليست مجرد فائض عسكري، بل تتطلب مشروعية تبرر استخدامها وهو ما فعله بانتظار تصاعد وحشية الكيان الإسرائيلي، ما منحه مبرراً أخلاقياً لاستخدام قوته هذه الاستراتيجية الأخلاقية المتأصلة جعلت من حزب الله خصماً يصعب على الكيان الإسرائيلي هزيمته، رغم قوته العسكرية.
ورغم أن حزب الله تعرض لاستهدافات مباشرة، أبرزها اغتيال قائد كبير في تاريخه، إلا أنه لم يسارع إلى استخدام قوته بالكامل هو الذي أدرك أن الذهاب إلى أعلى درجات التصعيد في وقت مبكر قد يُفسَّر كضعف أو خوف، وهو ما قد يدفع الكيان الإسرائيلي إلى الاستمرار في تصعيده فانه اختار التركيز على المشروعية الأخلاقية واستراتيجية الردع المتدرج.
في ميزان الحرب، تمكن حزب الله من كسب حرب "القيمة المضافة". الكيان الإسرائيلي الذي حظي بتعاطف عالمي في بداية طوفان الأقصى، استهلك كل مخزونه من هذا التعاطف نتيجة التوحش والعدوان. في المقابل، احتفظ حزب الله بمخزون هائل من فائض القوة والمشروعية الأخلاقية، ما جعله يدخل مرحلة جديدة من الحرب بثقة وتفوق.
ليتفوق حزب الله في مواجهاته مع كيان الاحتلال واذنابهم من العرب لأنه يمتلك استراتيجية مبنية على أخلاقيات الحرب والقدرة على التحكم في فائض القوة. هذه الاستراتيجية المتكاملة بين القوة العسكرية والمشروعية الأخلاقية جعلت من حزب الله لاعباً رئيسياً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة سياسية أو عسكرية في المنطقة ليثبت أن القوة الحقيقية لا تقتصر على السلاح فقط، بل تنبع من المشروعية الأخلاقية والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة. عبر إدارة المعركة بوعيٍ وتأنٍ، ورفض الانجرار وراء الاستفزازات، حيث نجح في الحفاظ على تفوقه ضد كيان الاحتلال واربابه على المستويين المحلي والإقليمي. هذه القدرة على التوازن بين القوة العسكرية والمبادئ الأخلاقية جعلت من حزب الله نموذجاً فريداً في الصمود والمقاومة، وقوة لا يمكن تجاوزها في معادلات المنطقة، واضعاً بذلك أسساً صلبة لانتصارات مقبلة في مسار المقاومة والدفاع عن الحقوق