15 تشرين أول , 2024

عمليّة حيفا .. ضربةٌ استراتيجيّة هزّت أركان منظومة الاحتلال العسكريّة

في العمق ضربت المقاومة وهزّت أركان جيش الاحتلال في أخطر توقيت ومكان وهدف.. قوات النخبة من لواء غولاني في مرمى النّيران والمقاومة تقول أنّ ضربة حيفا ما هي إلا اليسير أمام ما ينتظره اذا ما قرّر الاستمرار بالاعتداء على شعبنا.. فأي رسائل للعشاء الأخير؟

من حيث لايحتسب العدو جاءته الضربة.. في مكان كان يظنه اكثر سرية... والاكثر من ذلك أن الهدف كان قوات لواء غولاني.. نخبةُ جيش الاحتلال..

هكذا يفاجئ حزب الله الكيان المحتل ويجعله في حيرة من امره..بضربة مركبّة ومعقّدة هزّت غطرسة الاحتلال وضربت قويّاً في قلب منظومته الأمنيّة..

هذه العمليّة العبقريّة التي تُشكّل بكلّ معطياتها ونتائجها الآنيّة والمستقبليّة وبآثارها العسكرية والامنية والسياسية هي بالتّأكيد نقطة تحوّل هامّة بتاريخ الصّراع مع إسرائيل التي تعيش اليوم صدمة تاريخيّة.

في التوقيت والمكان والهدف كنا أمام انتقائية محترفة فالعمليّة الكبيرة استطاعت ان تُبدّد نشوة "الانتصار" الزائف والوهمي لنتنياهو هذا في الرسالة العامّة ، أمّا في التّفاصل فنحن أمام عملية تشير بوضوح إلى أن من خطط ونفذ استند إلى معلومات استخبارية وتمكن بالتكتيك والاستراتيجيا ان يختار التوقيت الملائم وبضربة استخبارية استطاع اشغال الدفاعات الجوية بالصواريخ ومن ثم إدخال المسيرات إلى مسرح العملية.

وصول المسيّرات إلى الأماكن السرية رسالة أيضا بأن كل أماكن العدو السرية هي مرصودة بشكل دقيق من قبل حزب الله ، وأتى ذلك بعد ما رصده الهدهد بزياراته الثلاث..

الهدف بعينه هو انجاز المقاومة ، المستهدف هم ضباط غولاني الذين كانوا بحسب جيش الاحتلال يستعدون للمعركة مع حزب الله بحساب انهم ضباط النخبة، وان يتعرض هذا اللواء لهذه الضربة القاسية هو رسالة قوية مفادها أن المقاومة وصلت إلى نخبتكم ومن شأن هذه العملية أن تفتح المشهد على مزيد من العمليات المماثلة التي من شأنها أن تؤثر على مجرى العمليات فضلا عن تاثيراتها على صعيد المجتمع الصهيوني ونفسية جنود الاحتلال ، فنحن أمام انعدام للأمن الفردي والجماعي...

العمليّة هذه بأبعادها أيضا تثبت خطأ التقديرات الأمنية الإسرائيلية من جديد كما تكشف كذب نتيناهو والمسؤولين العسكريين الصهاينة بقولهم أنهم قضوا على مجمل الترسانة العسكرية لحزب الله / لتؤكد هذه المشاهد من إعلام العدو نفسه أن سلامة القدرات العسكرية للمقاومة لم تعد تقديرا بل هي بشكل قاطع امر واقع لا يمكن انكاره.

وهو ما انطوى أيضا على جيش الاحتلال الذي لم يستطع تخبئة الخسارة إذ اعترف بمقتل وإصابة عدد من جنوده غير ان الرقم يفوق ما تم الاعتراف به بكثير وفقا لوسائل إعلام عبرية.

ومن على رأس الهرم العسكري الصهيوني أيضا اعترافات بالفشل إذ قال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ان الهجوم بطائرة مسيرة على موقع تدريب في العمق أمر ليس بالسهل، لافتا ان نتائجه كانت صعبة.

وبانعكاسات هذه التصريحات على الميدان عقب العملية الأخيرة وما سبقها من عمليات نوعية كان التراجع الملحوظ قي مستوى شن الهجمات على الضاحية ما يعني أن هذه الضربة مثّلت عامل ردع كبير ألجم الكيان الصهيوني.

والأهم في كل ما ذكرناه ومن أبرز تبعات وارتدادات عملية حيفا أن العدو سيندم على تهوره في اغتيال قيادات حزب الله للن الواضح بأن القيادات الجديدة لا تهادن وأن هدفها بعد كل ما جرى هو الانتقام ومزيد من التصعيد.

انجاز المقاومة نتج عنه زلزال كبير في الداخل الصهيوني وكل هذه الرسائل البالغة الأهمية اذا ما تم ربطها بمعطيات الأرض نجد أن الكلمة فقط للميدان ، ومن المفيد التذكير بما تحدث به مراقبون قبل أيام عن هذه الحرب التي اكدوا بأنها صعبة ولن يتمكن الاحتلال من حسمها أضف إليها تصريح صحيفة معاريف بأن حزب الله يمكنه جر إسرائيل إلى حرب استنزاف ومؤلمة.

نُذكّر أيضا ببيان حزب الله الذي حمل رسالة شديدة اللهجة للعدو بأن للقاومة اليد الطولى في استهداف اي مكان طالما استمر الكيان في استهداف المدنيين.

أمام كل ما اسلفناه استنتاج لا لبس فيه: كلما طال أمد الحرب وزاد العدو من اجرامه كلّما كان أمام مزيد من المفاجات والضربات الاشد وخير دليل على ذلك ما نشرته غرفة العمليات في الإعلام الحربي لحزب الله بقولها:

أكدنا لهذا العدو بأنّ المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع وهي تعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الإستمرار في الإعتداء على شعبنا الأبي والعزيز

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen