14 تشرين أول , 2024

الهجرة الكبرى: بوادر انهيار الكيان الصهيوني تحت ضغط المقاومة

في ظل تصاعد يعيشها الكيان الصهيوني، يتزايد عدد المستوطنين الذين يختارون مغادرة البلاد بشكل غير مسبوق ، تأتي هذه الهجرة في وقت تتواصل فيه المقاومة، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار وفقدان الثقة في قادة الكيان ووعود الأمان الزائفة.

في ظل سياسة الاحتلال المتعاقبة واستمرار الحرب التي اضعفت الروح المعنوية لمغتصبي الأرض يتزايد عدد المستوطنين الذين يختارون مغادرة البلاد بشكل غير مسبوق ويعكس واقع معيشتهم تحت وطأة المقاومة ونتائجها العميقة على مستقبل الكيان حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 55,400 مستوطن غادروا الأراضي المحتلة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 تأتي هذه الهجرة في وقت تتواصل فيه المقاومة، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار وفقدان الثقة في المستقبل.

تعكس هذه الأرقام أزمة شاملة تُظهر تآكل الأسس الاجتماعية والاقتصادية للاحتلال، حيث يغادر العديد من الشباب إلى الخارج بحثًا عن بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا. إن مغادرة هذه الأعداد الكبيرة لا تمثل فقط أزمة إنسانية، بل تشير إلى انهيار لنموذج الحياة الإسرائيلية الذي كان يُعتبر مستقرًا.

وفي تقرير خاص، تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ظاهرة الهجرة المتزايدة للإسرائيليين، والتي أظهرت أرقامًا غير مسبوقة بين عامي 2023 و2024. ووفقًا للصحيفة، غادر نحو 55,400 شخص "إسرائيل" خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، وهو ما يعكس تصاعدًا كبيرًا في أعداد المهاجرين، حيث يشكل ذلك أكثر من 40,600 شخص في عام 2023 وحده، وهو الرقم الأعلى منذ تأسيس كيان الاحتلال.

وقد أشار التقرير إلى أن الهجرة لا تشمل فقط الأعداد الكبيرة، بل تمتد لتشمل الأدمغة والمهارات المهنية، مما يعني فقدان الكيان لقوة عاملة مهمة في مراحل حاسمة من حياتهم المهنية والتعليمية.

تشير البيانات إلى أن 40% من المهاجرين هم من الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، مما يثير القلق بشأن تأثير ذلك على مستقبل الكيان حيث يعتبر هؤلاء الشباب عماد الاقتصاد والمجتمع. وعليه، يُظهر التقرير أن "إسرائيل" تخسر فئة حيوية من السكان الذين قد يكون لهم تأثير كبير على تطوير مجتمع الكيان

تتزامن هذه الأرقام مع تصاعد وتيرة الحرب وهو ما يُعتبر عاملًا رئيسيًا وراء هذه الهجرة. حيث تسجل فصول الصيف معدلات هجرة أعلى، مع مغادرة 7,300 شخص شهريًا في شهري يونيو ويوليو، مقارنةً بـ5,200 شخص في الأشهر الخمسة الأولى من العام. وهذا يدل على أن الظروف الأمنية والسياسية تعزز من حركة النزوح.

تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا على ضعف الكيان الصهيوني، إذ تؤكد أن تصاعد الأحداث الأمنية له تأثير مباشر على استقرار المجتمع الإسرائيلي. هذا الوضع يعزز من موقف المقاومة ويُظهر أن الأزمات تؤدي إلى تآكل الثقة في الكيان.

كما أن الإحصاءات تشير إلى أن 59% من المهاجرين وُلدوا في الخارج، مما يعكس عدم استقرار جيل كامل من الإسرائيليين، ويدل على أن الأوضاع في "إسرائيل" لا توفر الظروف الملائمة للعيش.

إن الأرقام الصادمة للهجرة الجماعية التي شهدها الكيان في الأشهر الأخيرة تعكس أزمة حقيقية تعصف بالكيان الصهيوني، حيث تتجاوز هذه الظاهرة كونها مجرد حركة سكانية لتصبح دليلًا صارخًا على تصدع الكيان الصهيوني و تحت ضغط المقاومة المستمرة، بات الكيان يواجه تحديات وجودية يهدد استقراره وأمنه وتاخذه نحو مستقبل خارج حدود فلسطين.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen