اليمن سادة الحرب الغير المتكافئة، والامريكي يقرّ.. المواجهة مكلفة
تقرّ الولايات المتحدة بصعوبة مواجهة اليمن، والفاتورة الكبيرة التي تدفعها في المواجهة، رغم الغطاء الذي شكلته لعملياتها العدائية ضد اليمن من أجل ردعه عن دعم المقاومة في فلسطين، لكنّ هناك نقاشاً إضافياً حول كلفة هذه المهمة والانفاق الذي تخطى عشرات المليارات، دون أي نتيجة.
القوات المسلحة اليمنية، القوة الجوية والبحرية والبريّة، كانوا ولا يزالون إحدى أفضل القوات المقاتلة في المنطقة، إن لم يكن في العالم، فهم سادة الحرب الغير المتكافئة، كما يتضح من حملتهم على البحر الأحمر، والتي حقّق هؤلاء فيها أهدافهم إلى حد كبير بفرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وأظهروا كذلك نفوذهم الإقليمي، وعزّزوا الدعم داخل اليمن وخارجها.
هذا ما يقر به الأميركي مرار وتكرارا.
فهو يعلم ومعه الإسرائيلي انهم يمتلكون مصانع يمكنها تصنيع عشرات الطائرات بدون طيار أسبوعياً/ وباعترافهم لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يتحملوا إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات ضد طائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار.
ويعلمون جيدا أنه حتى الآن، لم تستخدم القوات المسلحة سوى جزء صغير من الطائرات المسلّحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها، ولم يستخدموا كذلك طائراتهم وصواريخهم الأكثر تطوراً البعيدة المدى، كما انهم يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها.
وفي جديد مسلسل الإقرار بالفشل على مستويات عدّة وخاصة فيما يخص التكاليف التي تدفع في مواجهة اليمن، صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية كشفت عن إنفاق واشنطن أكثر من 22 مليار دولار على العمليات العسكرية التابعة لها في المنطقة خلال العام الماضي، لا سيما المواجهة المباشرة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، واصفة قتال البحرية الأمريكية مع القوات المسلحة اليمنية بالمعقد والمكلف للغاية.
هذا الرقم أي 22 مليار دولار يتألف من 17.9 مليار دولار على الأقل من المساعدات الأمنية المعتمدة لإسرائيل، وما لا يقل عن 4.86 مليار دولار للعمليات العسكرية الأميركية الفاشلة، لمواجهة القوات اليمنية في البحر الأحمر.
كما عزز البنتاغون وجوده العسكري بشكل كبير في الشرق الأوسط حيث أرسلت واشنطن قوات إضافية وسفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن إسرائيل.
إذا هواجس الولايات المتحدة لا تتوقف عند خسارة سفنها في البحار والحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة، فتكلفة السلاح المستخدم يفوق توقعات واشنطن خاصة وان طالت الحرب، فالقتال مع قوات صنعاء بحسب الأمريكي، هو تحد معقد بشكل غير متوقع ومكلف بشكل غير متماثل.