صراخات البحرين.. لبيك يا نصرالله والموت لاميركا – الموت لـ”إسرائيل”
تتواصل الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة ولبنان في ظل صمت الكثير من الانظمة العربية والاسلامية وعلى رأسها الانظمة الخليجية التي لا تقدم أي دعم حقيقي جدي ينفع الشعبين اللبناني والفلسطيني
تتباين مواقف الحكومات العربية بين مَن يندد شكليًا بالاحتلال ومَن ينخرط بشكل أو بآخر في التطبيع معه. لكن على النقيض، يواصل الشعب البحريني، رغم القمع والتضييق، التعبير عن دعمه الصريح للقضية الفلسطينية والمقاومة.
والواقع ان العديد من الانظمة العربية والخليجية لا تخفي هذا الانحياز الفاضح لصالح كيان العدو الاسرائيلي بمواجهة أبناء الامة، بينما يعمل بعض الحكام على الوقوف على الحياد خوفا من الغضب الاميركي عليهم، لكن الفئة الاولى وهي السواد الاعظم من الحكام المتواطئين على قضايا الامة لا يستحون بما يفعلون حيث ان فلسطين وقضيتها ومسألة الاحتلال الاسرائيلي ليست من الامور التي تعنيهم وتدرج على جداول اعمالهم وطموحاتهم، انطلاقا من كل ذلك نرى ان هناك من هروّل خلال السنوات الماضية نحو التطبيع مع العدو، بينما كان البعض يسعى للخوض في غمار هذه الخطيئة الكبرى التي لا تغتفر، لولا ان حصلت عملية طوفان الاقصى وانهار معها أحلام البعض للارتماء بالحضن الاسرائيلي اكثر فأكثر.
وبالتوازي مع ما يجري من جرائم صهيونية في لبنان وفلسطين تخاف العديد من شعوب الامة إقامة الفعاليات والنزول الى الشوارع للتعبير عن آرائهم الحقيقية في ظل الحياة البوليسية التي يعيشونها من قبل الانظمة الحاكمة في بلدانهم، إلا ان شعب البحرين تحدى هذه المنظومة الامنية والترهيب الحاصل من قبل السلطة الحاكمة، وعبّر هذا الشعب الحر كما عادته عن رأيه بجرأة وصوت مرتفع انطلاقا من المساجد للتعبير عن الانحياز التام لصالح الشعبين الفلسطيني واللبناني والمقاومة ضد العدو الاسرائيلي، فشعب البحرين طالما وقف بصف المقاومة والقضية الفلسطينية وليست هذه المرة الاولى التي ينحاز الى الحق ضد العدو الصهيونية، ولم يهاب البحارنة الاجراءات التعسفية والقمع وأكدوا دعمهم للبنان وغزة، بالرغم من التوقعات بحصول ملاحقات واعتقالات وقمع في الشوارع بعد انتهاء الصلاة، حيث هتف المصلون بشعارات “لبيك يا نصر الله والموت لاميركا والموت لاسرائيل” بما يعنيه ذلك من انتماء واضح للمقاومة وفلسطين ورفضا للانصياع لمحور الشر الاميركي الاسرائيلي المتوّج بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وقتلة الاطفال والنساء والمدنيين العزّل، حقا إنها صرخات الحق بوجه الظالمين في عز الحرب الكونية التي تشن على المقاومة وفلسطين.
يبقى ان على النظام الحاكم في البحرين وكل انظمة وحكام هذه المنطقة إدراك ان الرهان على الغرب والادارات الاميركية المتعاقبة والارتماء بأحضان الصهاينة والكيان الاسرائيلي لن يفيدهم أبد الدهر بل سيسقطون عندما تقرر اميركا ومن معها ان مصالحها تستوجب تغييرهم كما فعلت مع غيرهم في المنطقة والعالم، وما يفيد أي حاكم او نظام او مسؤول هو التلاحم مع شعبه وتلبية تطلاعاته وطموحاته وصيانة وطنه ودعم قضايا الامة والتصالح مع الجيران وعدم التآمر عليهم.