نحو جبهة جديدة: بيان المقاومة الإسلامية تحول استراتيجي في مسار المعركة
في سياق معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس برزت المقاومة الإسلامية كفاعل رئيسي يسعى إلى إعادة تشكيل قواعد الاشتباك. البيان الأخير الذي أصدرته المقاومة يمثل خطوة استراتيجية هامة تُسلط الضوء على نيتها استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية داخل المستوطنات والمدن الكبرى.
استراتيجية جديدة أعلنت عنها المقاومة الإسلامية في لبنان تُعد بمثابة تحول نوعي في مسار المعركة حيث تنتقل المواجهة من الجبهات التقليدية إلى قلب الكيان الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الصورة امام الصهيوني ويطرح تحديات جديدة. إن هذا البيان لا يعكس فقط قوة الإرادة لدى المقاومة، بل يعبر أيضًا عن عزمها على تحقيق أهدافها في مواجهة الاحتلال.
البيان الصادر عن المقاومة الإسلامية سلّط الضوء على استراتيجية جديدة، وهي استهداف المنازل والمواقع العسكرية الإسرائيلية التي تم استخدامها كمراكز تجمع لضباط وجنود الجيش الإسرائيلي في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وكذلك القواعد العسكرية داخل الأحياء السكنية في مدن مثل حيفا وطبريا. هذه الرسالة تحمل في طيّاتها تهديدًا غير مسبوق، ولها تداعيات كبيرة على المعركة بين قوة المقاومة وجرائم العدو
من اللافت في هذا البيان هو التأكيد على أن المنازل المستخدمة لأغراض عسكرية في المستوطنات وقواعد الجيش في المدن الكبرى أصبحت أهدافاً مشروعة للمقاومة. هذا ينقل المعركة من المناطق الحدودية أو العسكرية المعروفة إلى داخل المدن الإسرائيلية على الأرض المحتلة مما يعني أن أي تصعيد قادم سيشهد تحولًا في نوعية الأهداف.
بالرغم من أن المقاومة تستهدف ما تصفه بـ"التجمعات العسكرية"، إلا أن تحذيرها للمستوطنين من التواجد قرب هذه المواقع يعكس إدراكها لحساسية الأمر
:هذه الرسائل من المقاومة قد تزيد من حالة الرعب وعدم الاستقرار بين صفوف المستوطنين الذين يعيشون في هذه المناطق. مع العلم أن حيفا وطبريا هما من المدن الكبيرة والاستراتيجية داخل الكيان فإن أي تهديد مباشر لهذه المدن قد يثير حالة من الهلع وينعكس على الحياة اليومية للإسرائيليين.
من الناحية العسكرية، إذا قررت المقاومة تنفيذ هذه التهديدات، فإن المعركة ستتحول إلى حرب استنزاف تستهدف عمق الكيان الإسرائيلي، وستتطلب إسرائيل تدابير دفاعية إضافية لحماية هذه المناطق. وقد تؤدي هذه التطورات إلى تغيير قواعد الاشتباك، حيث ستكون إسرائيل مضطرة إلى إعادة التفكير في توزيع قواتها ومراكزها العسكرية.
من المرجح أن إسرائيل ستتعامل بجدية مع هذا التهديد المقاومة ما يجعلها في وضع صعب؛ إذ أن أي استهداف غير محسوب قد يعرض مدنييها للخطر، ما يعني ضغوطًا دولية مكثفة لاحتواء الموقف.
يُعتبر هذا البيان تهديدًا خطيرًا على إسرائيل، ليس فقط لأنه يوسع نطاق العمليات العسكرية ليشمل مناطق مأهولة، بل أيضًا لأنه يُغير القواعد المعتادة للمعركة. من المرجح أن يؤدي إلى تصعيد واسع إذا ما تحولت هذه التهديدات إلى أفعال ملموسة، وسيؤدي إلى تغيير استراتيجيات يدفع ثمنها الصهيوني بكل الابعاد.