صواريخ المقاومة: رسائل نار وإرادة لا تنكسر
في قلب المعركة الوجودية تنطلق صواريخ المقاومة كالرعد في سماء المحتلين، مُعبرة عن إرادة مقاومة لا تنحني أمام قسوة الأعداء، صواريخ دوت على اثرها صفارات الإنذار في حيفا وكريات شمونة، لم يكن صوتها مجرد تحذير لسكان المستوطنات، بل كان صرخة حق تُسمع في كل أرجاء فلسطين ولبنان .
عندما دوت صفارات الإنذار في حيفا وكريات شمونة، لم يكن الصوت مجرد تحذير لسكان المستوطنات، بل كان صرخة حق تُسمع في كل أرجاء فلسطين ولبنان. صواريخ المقاومة، من طرازات مختلفة، مثل "كورنيت" و"فاتح"، جسدت التفوق التكنولوجي والمعنوي للمقاومة وأهلها ، ليست مجرد قطع حديدية تنطلق من الأرض، بل هي ضربات على جدران الخوف التي شيدها المحتل ، و كل قذيفة حملت معها أمل الأجيال القادمة التي ستكبر على فكرة أن الكرامة لا تُباع، وأن الحرية لا تُشترى.
حيفا والكرمل بمواقعها العسكرية والاستراتيجية تحت عيون الهدهد من جديد، وقريبا ستكون تلك المواقع تحت سواعد وصواريخ المقاومين. فالحلقة الثالثة من مسلسل الهدهد التي عرضها الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية لها وقع خاص مع العدو الذي يواصل اجرامه بلا حدود.
والميدان اليوم لم يكن عنها ببعيد ، فمن رأس الناقورة حتى ميس الجبل، الى كريات شمونة وصفد وحيفا وكريات، رَسَمَ مجاهدو المقاومةِ المشهدَ بكثيرٍ من الاِتقان، وعلى المستعجلينَ بلهفةِ حِرصٍ او حقدٍ
حيفا ونيرانُها المشتعلةُ بفعلِ صواريخِ المقاومةِ تُنبئُ ببعضِ ملامحِ الايامِ المقبلةِ على هذا العدوِ معَ اصرارِ مجانينِه على مواصلةِ المجزرةِ التي يرتكبونَها بحقِ اللبنانيين والفلسطينيين، وكذلك قتلاهُ وجرحاهُ في المدنِ والمستوطناتِ التي ستُخلى ممن تبقّى فيها بما يؤكدُ لبنيامين نتنياهو وجيشِه انه لن يُعيدَهم الى الشمالِ بالحديدِ والنار. امّا جنودُه فيتكفلُ بهم رجالُ اللهِ الذين يلتحمون معهم بشكلٍ مباشِرٍ عندَ خطوطِ التقدمِ على تخومِ القرى الحدودية. وعلى حدِّ سيفِهم يبعثُ المقاومون برسائلِهم لاهلِهم الصابرينَ وجموعِ المحبين، معَ التأكيدِ انَ النيرانَ التي سيُحرقونَ بها عدوَّهُم لن تقفَ عندَ حدودِ الصواريخ والمُسيَّرات، وعلى العدوِ ان يفهمَ بينَ سطورِ الرسالة، وستُترجمُها الايام..
حيفا وكريات شمونا شهدت على قتلاهم وجرحاهم، وصفد تلقت اعنفَ قصفٍ منذُ عامٍ بحسَبِ الاعلامِ العبريِّ الذي تحدثَ عن اصاباتٍ مباشِرةٍ في المدينة.. وللحديثِ تتمةٌ معَ كلِّ يومٍ من ايامِ اللهِ التي اَعَدَّ لها ابناءُ حزبِ الله..
والايامُ اللبنانيةُ كما تلك الفلسطينية، مليئةٌ بالتضحياتِ المقدسةِ واغلى الدماء، ومعها الآمالُ المحفورةُ بعمقٍ في وجدانِ الصابرينَ والمحتسبين، بنصرٍ من اللهِ قريب.
في أروقة المدن المحتلة تتحدث الشهادات عن تأثير تلك الصواريخ. حيفا، ذات الموقع الاستراتيجي، تتلقى نيران المقاومة، ويتردد صدى الانفجارات فيها كرسالة من العزيمة والصمود. ليس فقط الأفراد من سكان المستوطنات من يتأثرون، بل إن جيش الاحتلال نفسه يتعرض لصدمات نفسية نتيجة هذه الهجمات المتتالية، مما يزيد من حدة الذعر وفقدان الثقة في قيادته.
هذه الصواريخ ليست مجرد أدوات للقتال؛ هي قصائد نارية تُكتب بدماء الشهداء وبصبر الأمهات اللواتي ينتظرن عودة أبنائهن منتصرين//و في كل مرة تنطلق فيها صاروخ، تنقل المقاومة رسالة إلى العالم مفادها أن المقاومة ليست خياراً بل واجب مقدس، وأن الحق لا يموت.
فحين تسقط الصواريخ على العدو، تُسقط معها الوهم الذي عاش عليه لسنوات، وهم الأمان الزائف الذي بناه على حساب اغتصاب الأرض والحق، تلك اللحظة التي يتوقف فيها العالم لبضع ثوانٍ، ويتردد صدى الانفجار في كل مكان، هي اللحظة التي تدرك فيها أن المقاومة ليست فقط قوة عسكرية، بل هي قوة أخلاقية، تُعيد توازن العدل في عالمٍ لا يعترف إلا بالقوة.
إن ما يجري اليوم ليس مجرد معركة على الأرض، بل هو معركة على الذاكرة والهوية. صواريخ المقاومة ليست مجرد أسلحة في يد المجاهدين، بل هي امتداد لحكاية طويلة من النضال، حكاية كتبها الفلاحون بأيديهم وهم يحرثون الأرض، ورسمها الأطفال على جدران المخيمات وهم يحلمون بالعودة.
قد تتوقف الصواريخ لبعض الوقت، لكن النار التي أشعلتها في قلوب المحتلين لن تنطفئ. تلك النار هي الشعلة التي ستحترق بها أوهامهم، وستضيء الطريق لمن يأتي بعدنا، ليعلم أن المقاومة ليست خياراً، بل واجباً مقدساً على كل من آمن بأن الأرض لا تُحرر إلا بالتضحيات، وأن الحرية لا تُعطى إلا لمن يستحقها.