انهيار المصارف في أمريكا: الهلع سيد الموقف
وسط ذعر المودعين.. ما تداعيات انهيار مصرف "سيليكون فالي"؟
السؤال الوحيد الذي يدور في أذهان الأمريكيين المودعين في البنوك اليوم: هل أموالي آمنة؟ أتى الجواب من الرئيس الأمريكي جو بايدن، نعم إنها كذلك، أي مودع لأي بنك أمريكي سيفلس، ستقوم مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية بتعويض جميع أمواله، حتى الودائع غير المؤمّن عليها.
إلا أنّ مشكلة رفع سعر الفائدة بهدف معالجة أزمة الوصول إلى الحدّ الأقصى من سقف الدين الأمريكي.
يشي بأنّ هذا الإجراء هو فقط بهدف تهدئة الهلع الذي يسيطر على الأمريكيين، باعتباره العدوّ الأول اليوم للولايات المتحدة.
مهما كان من حال، فإنّ انهيار المصارف سيؤدي إلى تأجيج الاستقطاب السياسي على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فبوتين هو المستفيد الأول.
ترى صحيفة واشنطن بوست إنه من المحتمل أن تتسبب هذه الأزمة بالشعور بالحاجة الملحة لرفع سقف الديون، ذلك أن التخلّف عن سداد الديون الأمريكية من شأنه أن يتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه على الاقتصاد الأمريكي.
الواقع أنّ أي نظام مصرفي، إذا طرأ عليه حالة من الهلع، مع قليل من الذعر، فإن ذلك كفيل بتفجير النظام كلّه. ذلك أن الناس ستركض لسحب ودائعها من البنوك، وسينهار القطاع المصرفي، وتنهار معه الحكومات.
مع اندلاع حملة رئاسية جديدة، ومع تصدع العلاقات بين الحزبين، ربما كما لم يحدث من قبل لناحية الظروف الداخلية والعالمية، من الواضح أن انعدام الثقة الحزبي الهائل، يمثل تهديدًا يمكن أن يعيق الجهود المبذولة لمعالجة الأزمات المالية الخطيرة في الولايات المتحدة، وغيرها من القضايا مثل الاستمرار في تمويل الحرب في أوكرانيا.