10 تشرين أول , 2024

الإعلام الصّهيوني.. تضليلٌ مُمنهجٌ لتشويهِ صورة المُقاومة

لعب الإعلام الصهيوني على مدى عقود من الزّمن بشتّى الوسائل والإمكانيّات وبجهد كبير على تشويه صورة المُقاومة في كلّ هذا المحور ، الاّ أنّ التّجربة في ميدان الإعلام والميديا أثبتت فشل الكيان وثبات المقاومة..

على مدار العقود لعب الإعلام الصهيوني دورًا محوريًا في الحرب الإعلامية والنّفسيّة الموجهة ضد محور المقاومة.
 
فإلى جانب الأدوات العسكرية والسّياسية، سعى إعلام العدو إلى بناء صورة سلبية عن المقاومة، بهدف كسب تعاطف المجتمع الدولي ودعمه وتبرير اعتداءاته. 

كان ذلك عبر حملات منظَّمة وموجهة، حيث عمل العدو على زرع فكرة سامّة بوصفه المقاومة كحركة إرهابية عدوانية تهدد "الاستقرار الإقليمي" و"السلام الدولي"، متجاهلًا الدور الحقيقي للمقاومة في الدفاع عن الأرض والشعب. 

وفي سياق الاستراتيجية الإعلامية الصهيونية يتم استخدام أدوات إعلامية متنوّعة، مثل الصحف الكبرى والقنوات التلفزيونية "الإسرائيلية"، كما يستخدم بعض القنوات العربية الصهيونية والكثير من عملائه في لبنان أو أي دولة متعاملة معه لدس السّم في العسل، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تروّج لرسائل كاذبة موجهة إلى الرأي العام العالمي.

إحدى أهم الوسائل التي يعتمد عليها الإعلام الصهيوني هي الأخبار العاجلة التي غالبًا ما تركز على التهديدات المزعومة القادمة من المقاومة ، كما يتم في كثير من الأحيان تضخيم أحداث معينّة أو توجيه أصابع الإتهام نحو المقاومة في أوقات الأزمات، بهدف تبرير أي تحركات عسكرية عدوانيّة قادمة ضد أي دولة من دول المحور المقاوم. 

في هذا السّياق ، تؤكد تقارير إسرائيلية عدّة أن الكيان الصهيوني يستثمر موارد كبيرة في حملات إعلامية موجّهة، تهدف إلى بناء صورة سلبية عن المقاومة  في أعين العالم، فالعدو الصهيوني يمتلك وحدة خاصة تراقب وتدرس النشاط الإعلامي للمقاومة، ثم تقوم بتوجيه رسائل مضادّة تركز على تخويف الرأي العام من المقاومة، وتصويرها كتهديد دائم للأمن.

وفي السّنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعّالة في حملات التضليل وبث الشّائعات، حيث اعتمد الكيان الصهيوني على شبكات من الحسابات المزيّفة التي تقوم بنشر محتوى دعائي كاذب  ويهدف أيضًا لزرع الفتنة وإحداث شرخ بين جمهور المقاومة وتشويه صورتها. 

إن هذه الحسابات تعمل بشكل منسّق لنشر صور ومنشورات وأخبار غير دقيقة لتحقيق هدفها. 

بالإضافة، إن العدو يستثمر في توظيف خبراء في مجال التّسويق الرقمي والحملات النّفسية، لتوجيه الرّسائل التي تصب في مصلحة الدّعاية الصهيونية وتضر بمصداقية الإعلام المقاوم.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الكيان الصهيوني عبر إعلامه، لم تنجح هذه الحملات دائمًا في كسب الرأي العام بالكامل، خاصة في ظلّ وجود إعلام مقاوم يستند إلى الحقائق والشهادات الميدانية (بيانات، مقاطع فيديو موثقة للعمليات)، ولن ننسى "كاميرا المستوطنين" رغم التعتيم الإعلامي و الرقابة العسكرية الإعلامية لدى العدو. 

واليوم ومع تصاعد الوعي العالمي بقضايا الشّرق الأوسط وظهور وسائل إعلام مستقلّة، بات الجمهور العالمي أكثر وعيًا بأساليب التضليل الإعلامي، مما صعّب على العدو الاحتفاظ بتفوقه الإعلامي.

بالمحصّلة، تستمر المقاومة في مواجهة التّحديات الإعلامية عبر تكتيكات مبتكرة ومواكبة للتّغيرات في عالم الإعلام، ورغم المحاولات الصهيونية المستمرة للتضليل، أثبتت التّجارب أن الشّفافية ونقل الحقائق هو السبيل الأكثر فعالية للتصدي لهذه الحملات ، وفي نهاية المطاف، يظل الجمهور قادرًا على التّمييز بين الحقيقة والدعاية المضللة، طالما توافرت له مصادر إعلامية تعتمد على المصداقية، فـ"الخبر هو ما تَرون لا ما تسمعون"...

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen