العدوان الجوي الواسع مستمر وحزب الله: حيفا مقابل الضاحية
عشية السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري، وسع حزب الله من نطاق عملياته العسكرية مُستهدفاً للمرّة الأولى مناطق مدنية، وتحديداً في حيفا، ما وضع مسار المواجهات مع جيش الاحتلال في نقطة تحول، ولا سيما أن المقاومة حرصت طوال فترة العام على حصر ضرباتها باتجاه المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية
منذ فتح جبهة الإسناد اللبنانية في 8 أكتوبر 2023، وحتى اليوم المقاومة تعلن أنها لا تريد الحرب ولكن لا تخشاها..
تجنبت استهداف المدنيين، فيما أمعنت إسرائيل ولا تزال في استهداف الأحياء السكنية من الجنوب إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وبدأت بالتدمير الممنهج وارتكاب المجازر بحجة دائماً تستعملها بأخذ المدنيين دروعاً بشرية وجعل الملاجئ والمحلات مخازن للأسلحة والذخيرة لتبرر جرائمها.
18 عملية عسكرية نفذها حزب الله ليل السادس من اكتوبر ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.
إطلاق صلية من صواريخ فادي 1 على قاعدة الكرمل جنوبي حيفا، ،كان ابرزها، إلى جانب شن هجوم جوي بسربٍ من المسيرات الانقضاضية على قاعدة 7200 جنوبي مدينة حيفا.
تعيد هذه التطورات التذكير بالمعادلة التي وضعها حزب الله سابقاً، أي حيفا مقابل بيروت، وذلك في حال شن الاحتلال هجمات ضد العاصمة اللبنانية.
في حيفا تغيّر الوضع قليلاً، الشرطة الإسرائيلية، أكدت يوم الأحد، إصابة عشرة أشخاص من جراء سقوط صواريخ أطلقها حزب الله على حيفا، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة شخص بجراح خطيرة في مدينة طبريا نتيجة إصابته بشظايا.
هذه المعادلة أكدها مصدر نيابي في كتلة الوفاء للمقاومة، قائلاً ان حزب الله ماضٍ في توسِعة هجماته ضد إسرائيل، ولن يكون هناك سقف طالما أن العدو يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين، مشيراً الى أن المواجهة مع العدو دخلت منذ فترة مرحلة جديدة وهو أرادها في ظل وحشيته التي لا يوقفه عنها أحد ولا سيما الغرب، والذي اعتقَدَ أنه باغتيالاته للقادة ولا سيما التي طاولت الأمين العام حسن نصر الله، سيجعلنا نستسلم أو نضعف أو نتراجع، لكنه واهمٌ.
اذا المقاومة اليوم قصفت حيفا، ووضعتها بميزان الضاحية الجنوبية لبيروت، وبدأت باستهداف المدنيين في المستعمرات المنتشرة على طول العمق من حدود لبنان وحتى تل أبيب على عمق 150 كلم، كي تقول لإسرائيل إن استهداف المدنيين سيقابله استهداف للمدنيين.
وهنا تكمن أهمية العملية حتى تكون رادعة لإسرائيل كي تتوقف عن التدمير الممنهج لأحياء الضاحية والبقاع وبعلبك الهرمل والجنوب، حيث بدا واضحاً أنها تتعمد ضرب البنى التحتية لتجعل هذه المناطق ولا سيما التي تُعد الحاضنة للمقاومة غير قابلة للحياة.
هذا هو أسلوب إسرائيل، التي استعملته بغزة وبدأت تستخدمه في لبنان، فهي لا تفهم إلا بالقوة ومنطق العين بالعين والسن بالسن.. ومع أن المقاومة تحلت بالصبر كل هذه الفترة رغم التنكيل ببيئتها، وتهجير أكثر من مليون ومائتي ألف نازح، إلا أن هذا التدمير الممنهج والذي بات يومياً، يستوجب رداً بالمثل لردع هذا الكيان المجرم.