على اعتاب العام الاول من العدوان.. صرخات غزة من تحت الأنقاض
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لم تتوقف الات الحرب الصهيونية عن تحويل حياة الغزيّون إلى كابوس، محوّلة أحلامهم إلى رماد.
فيما يغمر الدمار قطاع غزة، تغمره أيضًا ظلال مأساة إنسانية لا تنتهي، أطفالٌ يجرّون أقدامهم المثقلة بالحزن، ونساءٌ يحملن جراح الفقد، وآباءٌ يتعثرون في البحث عن فتات الأمل وسط أنقاض منازلهم المدمّرة، ومع كل غارة، تتصاعد أرقام الضحايا، لكن ما وراء الأرقام هو واقع أليم يعيشه الغزيون كل يوم.
وفي قلب مأساة إنسانية مروعة، يواجه سكان قطاع غزة واقعًا مؤلمًا يتمثل في عدوان مستمر منذ حوالي عام، أودى بحياة الآلاف وترك جراحًا عميقة في النفوس والمجتمعات.
واقع وثّقته مشاهد جوية مصوّرة بطائرة بدون طيار للدمار الهائل الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، والتي طالت الأبراج السكنية، المستشفيات، والبنى التحتية، تاركة خلفها أثرًا نفسيًا وجسديًا لا يُمحى.
هذا وتحتوي الإحصاءات الصادمة على أرقام تشير إلى 41,802 شهيدًا و96,844 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. هذه الأرقام ليست مجرد أرقام؛ إنها قصص عائلات مفجوعة، وأطفال فقدوا آباءهم، وأمهات يحملن هموم فقدان فلذات أكبادهن. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان مؤلم، أن الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر جديدة في الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 14 شهيدًا و50 إصابة. كل شهيد يروي حكاية مأساة، وكل إصابة تمثل ألمًا طويل الأمد.
لتمتد المأساة إلى ما هو أبعد من الأرقام. الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض، إذ يمنع الكيان الصهيوني طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. هذه العوائق تعكس اللامبالاة الإنسانية التي تحكم التصرفات العسكرية، حيث تتحول الحقول إلى مقابر، والشوارع إلى ممرات للموت. وبدلًا من أن تكون ملاذات آمنة، أصبحت المستشفيات والعيادات هدفًا للقصف، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي المنهك.
الحياة اليومية في غزة أصبحت عبارة عن معاناة مستمرة، حيث يجد المواطنون أنفسهم مضطرين للعيش في ظروف قاسية، بلا كهرباء أو ماء نظيف، مع نقص حاد في المواد الغذائية والدواء. الأطفال، الذين يمثلون مستقبل هذه الأمة، يتعرضون لضغوط نفسية هائلة، ويتعذر عليهم الحصول على التعليم والرعاية الصحية الأساسية. مشاهد الفزع في عيونهم تعكس الألم الذي يعيشونه يوميًا.
عام كامل من العدوان والمآسي، أزهق الأرواح ودمر العائلات، لكنّ الأمل لا يزال يتجلى في عيون الأطفال، الذين يحلمون بغدٍ أفضل، وحقهم في الحياة بكرامة. إنّ التاريخ لن ينسى قصص الشجاعة والصمود التي سطّرها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني لايام واعوام.