المعركة البرية تثبت معادلة القوة وتكسر هيبة الجيش الصهيوني
من جديد، تثبت المقاومة الإسلامية تفوقها الميداني، مكبدةً الجيش الصهيوني خسائر فادحة في معارك برية شرسة، تأتي هذه التطورات بينما تترقب المنطقة تحولات قد تعيد رسم موازين القوى وتفتح بابا لنصر حتمي جديد..
بعد ما يقارب الأسبوعين من التصعيد الإسرائيلي الجوي العنيف ضد لبنان وغزة، انتقلت المعركة إلى مرحلة جديدة ومصيرية مع دخول الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية، مما جعل المواجهة البرية بين المقاومة الإسلامية وإسرائيل تقترب من نقطة الفصل الحاسمة.
المقاومة الإسلامية التي تعتبر هذه المعركة معركة "الكرامة والبقاء"، وهي تصفها بأنها مواجهة تاريخية ستُرَسِّخ قواعد الاشتباك المقبلة بحبر الشهداء، وستغيّر وجه المنطقة بأكملها. من جانبه، يصف الكيان الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو هذا التصعيد بأنه "أكثر الحروب عدلاً"، ولكن الميدان حتى الآن يتحدث بلغة أخرى.
على الرغم من الدعم العسكري الأمريكي الهائل والتفوق الجوي، فشلت إسرائيل في إجبار المقاومة على الاستسلام أو التراجع، خاصة فيما يتعلق بمطلبها الأساسي بفصل الجبهة اللبنانية عن معركة غزة. بعد أيام من القصف المكثف والاغتيالات المستهدفة، وجدت تل أبيب نفسها مُجبرة على الدخول في معركة برية بعد أن استنفدت كل خياراتها الجوية.
ورداً على الفشل الإسرائيلي في تغيير المعادلة، تحركت واشنطن عبر القنوات السياسية، مقدمةً وثيقة تدعو إلى وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. الوثيقة، التي قُدمت بغطاء دولي، تضمنت شروطاً تسعى إسرائيل من خلالها إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من دون المخاطرة بمواجهة عسكرية برية طويلة الأمد. لكن المقاومة رفضت هذه الوثيقة بشكل قاطع، مؤكدةً أنها ورقة "إذلال تاريخية" لا يمكن قبولها، لأنها تتضمن العودة إلى القرار 1701 الذي يفرض سحب المقاومة إلى شمال نهر الليطاني وتجريدها من أسلحتها الثقيلة.
ليأتي رد المقاومة سريعاً وواضحاً في الميدان. في واحدة من أعظم ملاحم القتال، استطاعت فيها المقاومة خلال ساعات معدودة من المواجهات البرية في مناطق مارون الراس وكفركلا والعديسة أن تكبّد الكيان الصهيوني بقادته وعسكرييه خسائر كبيرة. والحصيلة أكثر من مئة قتيل وجريح في صفوف وحدات النخبة الإسرائيلية، إلى جانب تدمير دبابات وناقلات جند، كانت الحصيلة الأولية لمعارك تدور على مسافة صفر.
القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، تجد نفسها أمام معركة لم تكن تتوقعها. الأنباء من الحدود اللبنانية تشير إلى حالة من الذعر في صفوف الجنود الإسرائيليين، بينما تستمر المقاومة في التقدم وتثبيت مواقعها.
مع استمرار المواجهات البرية، والمقاومة تثبت تفوقها الميداني، يبدو أن إسرائيل قد تجد نفسها مجبرة على مراجعة حساباتها. العالم يراقب تطورات الأحداث بقلق، في حين تقترب نهاية المعركة من لحظة الحسم. هل ستضطر إسرائيل إلى وقف إطلاق النار تحت ضغط الخسائر، أم أن المواجهة ستتسع لتشمل جبهات جديدة؟
حتى الآن، كل المحاولات السياسية لفرض تهدئة لم تؤثر على مسار المعركة. المقاومة الإسلامية تواصل معركتها بثبات، ما يجعل الميدان هو الحكم النهائي في هذا الصراع المصيري.