إعلام العدوّ يعترف بصعوبة الحرب البريّة ويُقرّ بفشلها..
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن ما اسمته "الوحل اللبناني العميق والمغرق" بالتزامن مع محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي الفاشلة بالتسلل والدخول البري إلى جنوبي لبنان في وقت تواصل المقاومة التصدي واجباره على التراجع وتكبيده خسائر فادحة.
من الجو مرورا بالبحر ووصولاً للميدان برّاً ، يجهدُ كيان الاحتلال الإسرائيلي بالبحث عن "انجاز" يُسعفه للخروج بماء وجهه في معركة وصفها الإعلام العبريّ بأنّها الأكثر تعقيداً.
جيش الاحتلال المهزوم والمنهك في حرب غزة على مدى ما يقارب العام أراد الدخول في عملية بريّة معقدة وصعبة وهو نفسه وصف أرض جنوب لبنان بال "الملعونة" مقارناً بين قدرات حماس القتالية وقدرات مقاتلي حزب الله الأكثر مهارة والأكثر تصميماً برأيه بالإضافة إلى قدرات تسليحية متفوقة عن القدرات الفلسطينية ولعل ذلك هو بحد ذاته اعتراف ضمني بقساوة وضراوة المعارك الجارية في أرض المعركة.
هذا الفشل المتراكم ضمن سلسلة من الاخفاقات المتتالية التي تكشف تباعا ضعف المنظومة العسكرية الإسرائيلية في مواجهة مقاومة مدرّبة وذات خبرة قتاليّة عالية كان محطّ تركيز واهتمام في اروقة الإعلام العبري الذي تحدّث بإسهاب عن تحديّات الدخول البري في جنوب لبنان.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن ما اسمته الوحل اللبناني العميق والمغرق حيث استعرضت في هذا السياق تحليلات كشفت الخسائر الباهظة التي يمنى بها جيش الاحتلال واصفة هذه الجولة من المواجهات بالطويلة والمعقدة.
قناة كان العبرية نقلت عن اللواء في احتياط الاحتلال ورئيس مجلس الأمن القومي سابقا عوزي دايان ان لدى إسرائيل تجربة بحيث يجب دائما تذكر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان، معترفا انه في حرب تموز ٢٠٠٦ فشلت عملية الاحتلال البرية ولم يكن جاهزا ولم يكن يملك معلومات استخبارية جيدة عن لبنان بالإضافة إلى غياب الخطط وفقدان تقنية القتال.
من هنا ظهر الخوف من الفشل مجددا حسب الإعلام الصهيوني الذي قال بأن هذه المعركة ستكون طويلة ومعقدة وستدفعهم اثمانا باهظة.
بالمقابل وفي خضم هذا التصعيد المتواصل على جبهة الجنوب اللبناني يبرز حزب الله كقوة عسكرية متفوقة قادرة على قلب موازين المعركة مع جيش الاحتلال // فمع محاولات التوغل واختراق الحدود تثبت المقاومة الإسلامية يوما بعد يوم قدرتها على توجيه ضربات موجعة وتكتيكية نوعية تجعل اي تحرك إسرائيلي مغامرة محفوفة بالخسائر.
وتؤكد المعطيات العسكرية القادمة من الجنوب اللبناني بأن حزب الله يمتلك تفوقا واضحا على الاحتلال الذي يبدو عاجزا عن تحقيق اي اختراق ميداني سواء في محاولات التوغل داخل الأراضي اللبنانية او حتى في المواقع التي تبعد كيلومترات عدة عن الحدود ما يعكس تفوقا تكتيكيا واستراتيجيا..
هذه التطورات تضعنا أمام نقاط تفوق تمتلكها المقاومة من قدرات تقنية إلى التفوق بالرصد ومعرفة تحركات العدو بمختلف المواقع والقواعد القريبة من الحدود وصولا إلى استخدام السلاح الفعال والمناسب...
وعليه منذ بدء طوفان الأقصى استطاعت المقاومة الإسلامية شل قدرات العدو خصوصا في جانب الرصد والاستخبارات وهذا يعني أن المقاومة تملك نقاط تفوق ما جعلها قادرة على تتبع تحركات العدو بدقة..
بالمحصلة، وأمام قراءة لما يقوله الإعلام العبري يبدو أن حزب الله بات يمتلك زمام المبادرة ليس فقط في الدفاع عن الحدود اللبنانية بل حتى في ضرب العدو بعمقه واجباره على مواجهة حرب استنزاف مستمرة...
وعليه فإن كل اعتماد العدو على تفوقه التكنولوجي والعسكري لم يقده نحو "الحسم" الذي يبحث عنه منذ ١١ شهرا حتى بات يجد نفسه الان بمواجهة مقاومة لا تقل عنه تقدّما في مجال التكنولوجيا العسكرية بل تتفوق عليه في استغلال التضاريس والمعطيات الميدانية...