جيش الاحتلال الإسرائيلي: بين الفساد والانتحار والتخلّي
أحداث عاصفة تمر بها دولة الاحتلال، داخليًا وخارجيًا، مع عودة بنيامين نتنياهو إلى سُدة الحكم في الكيان الصهيوني. وصل نتنياهو هذه المرة إلى ذروة تطرفه بتشكيله الحكومة الأكثر يمنية وتطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال
حكومة الكيان الصهيوني
لا تكتفي الحكومة الجديدة بصهيونيتها المتطرفة التي ترفض القبول بأي حقوق للشعب الفلسطيني، بل يدفعها ميلها الشعبوي إلى تأجيج صراع مع أجهزة ومؤسسات الدولة بهدف إضعافها لصالح فرض هيمنة صاعدة لقوى الصهيونية الدينية وأقصى اليمين، سواء في القضاء أو التعليم أو حتى المؤسسات الأمنية.
مشاكل داخل جيش الكيان الصهيوني
في هذا الإطار، يتفجر الوضع داخل جيش الكيان الصهيونيي نفسه الذي عانى من مشكلات داخلية مؤخرًا من بينها شكاوى التحرش الجنسي ضد مجندات الجيش، وانتحار بعض المجندين. فقد اتجه مجندون إلى إعلان عدم الرغبة في استكمال الخدمة داخل صفوف الجيش بسبب الحكومة الحالية.
هذا الجيش لم يعد جيشيًا
نشرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية شهادة رائد احتياط (أ) حول الجيش الصهيوني، حيث أبدى الرائد احتياط «أ» تشاؤمًا كبيرًا من الوضع الذي سيصل إليه الجيش تحت قيادة الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، فقد وصف الرائد نتنياهو بأنه فاسد جراء ثبوت اتهامه بالتورط في قضايا فساد.
هاجم الرائد احتياط «أ» من انتخبوا حزب الليكود الحاكم، وشدد على أن رغبتهم هي محق وسحق الأقليات التي تعيش في دولة الاحتلال، مؤكدًا أنه غير مستعد للخدمة في الجيش في ظل وجود هذه الحكومة. وبحسب الصحيفة، فقد طلب الرائد إيقاف خدمته في الجيش على الفور، بل دعا زملاءه وكل أفراد دولة الاحتلال للتظاهر ضد حكومة نتنياهو، مؤكدًا أنه لن يكشف عن شخصيته خوفًا من اغتياله أو تعقب أسرته أو وصفه بأنه خائن للجيش والدولة.
واختتم كلامه بقوله:
لدي مخاوف لأن الوضع الحالي ضبابي وظلامي ومخيف، فهذه ليست الكيان الصهيوني التي أعرفها، وهذه ليست حكومتي، كما أن هذا لم يعد جيشيًا.
الانتحار يهدد الجميع
نشر مركز غايا الصهيوني المتخصص في الدعم العقلي والعاطفي دراسة بعنوان «التهديد بالانتحار في الجيش»، تناول فكرة الانتحار داخل جيش الاحتلال كإحدى المشاكل الرئيسة التي تهدد الجيش.
أشارت الدراسة إلى أنه رغم أهمية الخدمة في الجيش لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة للشاب المنضم للجيش، مبينًا أن الانتحار يحصد أرواحًا كثيرة كل عام، وكشف أن الانتحار قضية معقدة وحساسة وهناك مشاحنات في الرأي العام الكيان الصهيوني بسببها.
التخلي عن جيش الكيان الصهيوني
الأزمات المتعاقبة داخل الجيش الكيان الصهيوني، جعلت منه عُرضة للانتقاد، ومع تولي الحكومة اليمينية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، زاد الوضع سوءًا، وأعلن وزير الدفاع الأسبق، موشيه يعالون، أن عددًا من ضباط الجيش تخلوا عن رتبهم العسكرية احتجاجًا على سياسة الحكومة الحالية، وشدّد يعالون في مقابلة صحفية على أن الكيان الصهيوني تشهد حالة من العصيان المدني، وأن ضباطًا تركوا الخدمة في الجيش بسبب سياسة الحكومة الحالية.