عدوان بلا توقّف.. قصف إسرائيلي متجدّد في لبنان
العدوان الإسرائيلي على لبنان دخل صباح اليوم الجمعة، يومه السادس، حاصدا معه المزيد من الشهداء والجرحى المدنيين
عاد مشهد صبيحة الـ27 من أيلول/سبتمبر في الذاكرة إلى أيام حرب تموز الأولى، قصف جنوني وعشوائي، دمار هائل، شهداء مدنيون وجرحى ونزوح قسري للأهالي الصامدين المضحيين الذين لم يتركوا بيوتهم وقراهم طيلة أيام الحرب منذ ما يقارب العام.
هذه المشاهد على امتداد الطريق كفيلة بتوضيح الصورة: الزجاج محطّم في أكثر من مكان، الحجارة متناثرة، المواطنون يقلّون الجرحى في سياراتهم الشخصية للمساعدة في توصيلهم إلى سيارات الاسعاف، الدخان متصاعد من جانبي الطريق، وتحت الأنقاض قد يكون هناك شهداء.
نعم ذلك موجود في المشهد المدمي جنوباً، فجر اليوم الجمعة، ارتكب العدو الاسرائيلي، جريمة مروعة، بحق المدنيين العزّل، في بلدة شبعا الجنوبية، راح ضحيتها تسعة شهداء، بينهم امرأة حامل.
ومنذ منتصف الليلة الماضية الطائرات الحربية الاسرائيلية، نفذت، عدوانا جويا واسعا، حيث شنت سلسلة غارات عنيفة تركزت على مدينة النبطية، لا سيما محيط الجبانة، حي المشاع، حي الجامعات وحي البياض، كما استهدفت الغارات المعادية سهل الميدنة في كفررمان على دفعات.
لم تستثني الاعتداءات أي بلدة جنوبية فتعرضت حومين الفوقا، كفررمان، شوكين، زوطر الغربية، ميفدون لغارات جوية متتالية، طالت ايضا النبطية الفوقا وكفرتبنيت التي استهدف حي البركة فيها بغارتين متتاليتين، وافيد عن وقوع إصابات، بلدة تول، حبوش، وغارة اسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة كونين، وغارة على بلدة البازورية ومجدل زون والنجارية والبيسارية، وارة استهدفت بلدة بلاط والعيشية ، بلدة الخيام تعرضت أيضا لغارة إسرائيلية استهدفتها بأربعة صواريخ، كما تعرّضت بلدة الغازية لغارات متتالية، استهدفت فيها خمسة منازل.
وفي قضاء صور أغار الطيران الحربي الاسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، على منزل في بلدة جويا، فيما أفيد عن سقوط عدد من الإصابات، واستهدفت غارة جوية إسرائيلية بلدة البرج الشمالي جنوب لبنان.
المشهد عينه تكرر بقاعاً أيضاً، طيران الاستطلاع المعادي لم يغب عن أجواء مدينة بعلبك وقرى القضاء، وابل من الغارات الحربية الإسرائيلية استهدفت قرى ومناطق في البقاع الغربي والشرقي، وصولاً إلى منطقة الهرمل، وتسببت بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع إصابات وأضرار، وذلك تزامناً مع الهجمات العنيفة التي استمر الاحتلال بتنفيذها على المناطق الجنوبية طيلة الوقت.
تأتي هذه الاعتداءات في وقت لا يزال الأهالي يعانون من أزمة محروقات وصعوبة في تأمين احتياجاتهم بسبب إقفال معظم المتاجر، كما تشهد بعلبك حركة نزوح داخلية بين أحياء المدينة، أو نحو مناطق أكثر أمناً، وإن كان الكثير من الناس فضلوا البقاء في منازلهم.
ورغم أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان تزداد يوماً بعد يوم، الا ان مشاهد التضامن الذي حاول الصهيوني طيلة عقود ان يزرع فيها الفتن والاختلال، تنكسر امام إرادة الشعب اللبناني الصابر والصامد في وجه اعتى القوى، بشعب وحزب ومقاتلين كانوا سنداً عنيداً لغزة العزة.