غزة تحت القصف مجدداً.. حرب الإبادة مستمرة
كثّف جيش الاحتلال عملياته غير المكلفة في غزة، وخصوصاً تلك التي تعتمد على سلاح الجو، مرتكباً مجازر كبيرة وعدّاد من الشهداء، معظمهم يقضون نتيجة الاستهداف الليلي لمنازل المواطنين وخيام النازحين في شمال القطاع وجنوبه
الحساب المفتوح مع الاحتلال لن يقفل، طالما حساب الدم ما يزال جاريا، 41534 شهيداً و96092 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدّاد سيحصيه العدو نزفاً، بقوة زائفة سندها العالم.
357 يوماُ نسأل فيها، لماذا صنعت إسرائيل ذلك في حربها الهمجية على غزة؟ لماذا ارتكبت أبشع المجازر في مستشفى الشفاء وغيره من المستشفيات؟ لماذا أعدمت المرضى والممرضين والأطباء؟ وقبل ذلك وبعده: لماذا قصفت المدارس ومراكز الإيواء وقوافل الإغاثة؟ لماذا هدمت البيوت على ساكنيها من النساء والأطفال؟ لماذا دمرت أربعة أخماس القطاع واستأصلت بنيته التحتية؟
لقد صنعت ذلك كله لسبب واحد، لأنها أدركت لأول مرة منذ تأسيسها أنها تواجه تحديا وجوديا حقيقيا غير مسبوق، ليس بسبب ضخامة الخسائر التي منيت بها في الطوفان، وإنما بسبب طبيعة المعركة الاستثنائية التي غيرت قواعد الصراع وصنعت اختراقا نوعيا لطبيعة علاقة الاحتلال بشعب فلسطين المحتلة.
فجر اليوم الجمعة، فعل جيش الاحتلال ما يفعله كل يوم، استهدفت طائراته المروحية، خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء شهيد وتسجيل عدد من الإصابات.
وارتقى، فجراً أيضاً، شهيدان وأصيب آخرون من جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة أبو شنب في شارع حميد غربي مدينة غزة.
وانتُشل شهيد مجهول الهوية من منطقة تل الهوا، وعمدت قوات الاحتلال إلى نسف مباني في محيط الكلية الجامعية، وذلك جنوبي مدينة غزة.
وخلال الساعات الماضية، ارتقى 15 شهيداً، منهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة العشرات بينهم حالات خطيرة، في قصف الاحتلال على مدرسة الفالوجا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ولا يزال هناك عدد من المفقودين.
اما في المحافظة الوسطى، فقد ارتقى 3 شـهداء وأصيب آخرون نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة أبو جربوع في مخيم النصيرات.
وفي مخيم البريج، ارتقى شهيدان وجُرح آخرون من جراء قصف الاحتلال مركبة مدنية، ووقع عدد من الإصابات نتيجة قصف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة عنبة قرب الدوار الرئيسي.
في رفح جنوبي القطاع، ارتقى شهيدان نتيجة قصف الاحتلال مجموعة من الأشخاص في حي الزهور، وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف ونسف مباني سكنية شمالي غربي المدينة.
إحصاء يومي لأعداد الشهداء يسجّل ما يتجاوز الـ 50 شهيداً، أعداد ستحرك وجود الكيان دفعا للانهيار، وكما حرك طوفان الأقصى التاريخ الراكد، سيحصد في طريقه دولا وجماعات ويعيد هندسة الأرض وتوزيع القوى ويرفع أقواما ويضع آخرين.