رسائل حيفا.. مقاومتنا ثابتة وماضون في نصرة غزة
حملت العمليات النوعية التي نفذها حزب الله خلال الساعات الماضية باستهداف قاعدة ومطار راموت دافيد ومصنع رافائيل، سلسلة من الرسائل لكيان العدو، مفادها أنها ماضية في خيارها بنصرة غزة رغم كل التضحيات والتداعيات، وان الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة لم تؤثر على إرادة المقاومة.
كدفعة على الحساب جاء الرد الاولي من حزب الله على مجزرتي البيجر والاجهزة اللاسلكية التي ارتكبهما العدو الاسرائيلي في لبنان.. عمليات نوعية استهدفت من خلالها المقاومة حيفا لتعصف صواريخها بقاعدة ومطار راموت دافيد ومصنع رافائيل..
ضربات حملت معها للعدو جملة من الرسائل مفادها ان اعتداءات العدو لم تؤثّر في إرادة القرار لدى المقاومة، بل طورت المقاومة عملياتها وبشكل أكبر من حيث قوة النيران ونوعية العمليات.وأنها ماضية في خياراتها في نصرة غزة أياً كانت العواقب والتضحيات والتداعيات، وأن منظومتها القيادية تحافظ على تماسكها وصلابتها وحكمتها حتى في ذروة الضغوط العسكرية والنفسية.
فبعد ساعات من استهداف قادة المقاومة وبيئتها الحاضنة وبنية اتصالات بمجازر وضربات غادرة خرجت أقوى وأشد بأسا لتوجه ضربات نوعية وغير مسبوقة للعدو. في دليل على أن المقاومة لها اليد الطولى في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمعركة، حيث فشل العدو في تحقيق أهدافه المعلنة، ونجحت المقاومة في تطوير هدفها المعلن القائم على الإسناد، بأهداف أخرى تتعلق بتطوير الردع وتعميق أزمة الكيان الداخلية.
فالعدو راهن على تحقيقه من خلال سلسلة الاعتداءات غير المسبوقة على إرباك الأداء العملياتي للمقاومة بما يمنحه التفوّق أو الانتصار المنشود، إلا أنه ووفق مراقبين فإن المقاومة ومن خلال استهداف حيفا أظهرت قدرة استثنائية على الاستيعاب والتكيّف.
وفي قراءة عسكرية أكد خبراء ان الدفعات الصاروخية أظهرت أن كل الحملة الجوية التي نفّذها العدو لم تنجح في إرباك قدراته العملياتية، وأن العدو يعاني فعلياً من محدودية استخبارية على مستوى الميدان.
ويضيف مراقبون ان حرص المقاومة على استهداف قاعدة رامات ديفيد ومصنع رافاييل وهما هدفان ظهرا في رصد المقاومة ومسحها لأجواء العدو في فيديو الهدهد، هو رسالة مفادها أن المقاومة لم تكن بصدد عمليات استعراضية، بل تقول للعدو إنها ضربت بالفعل نموذجًا مما ورد، وأنها جادة.
وإلى جانب الرسائل العسكرية، تأتي الرسائل من بيئة المقاومة التي أظهرت التفافاً حول المقاومة وتفانياً قلّ نظيره وأنها تزداد صلابة مع التحديات، وهو من أهم العوامل والمؤشرات التي تكشف عن اتجاه هذه المعركة وآفاقها.
وبالمحصلة أفشلت المقاومة من خلال ردها النوعي أهداف العدومؤكدة أن إرادتها لم تنكسر ولم تتأثر وأنها ماضية في المعركة إلى نهايتها، مهما كانت الأثمان والتداعيات.