ثورة 21 سبتمبر: كيف أفشل اليمن الوصاية والتدخلات الامريكية؟
سعت الولايات المتحدة الامريكية على مدى عقود الايغال في كل مناحي الحياة اليمنية، وبرز تدخلها في المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية، لتأتي ثور الحادي والعشرين من سبتمبر لتخرج اليمن من الوصاية والتدخلات الامريكية.
لطالما كان التدخل الامريكي الكبير والمباشر في اليمن احد الأسباب الحقيقية التي دفعت الشعب اليمني لثورة 21 من سبتمر، سيما بعدما حاولت الولايات المتحدة الامريكية الايغال في السياسة والاقتصاد والاعلام والثقافة وكل مناحي الحياة في البلاد.
فالتدخل الأمريكي كان واسعاً وغير محدود، وشمل كل المجالات، ولعل ما قاله قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في وقت سابق من ان الامريكيين تدخلوا في كل شؤون هذا البلد بشكل كبير، حيث أصبح السفير الأمريكي آنذاك يتدخل على المستوى الرسمي في كُـلّ المؤسّسات والوزرات والقضاء خير دليل على ذلك.
وبالتالي، جاءت ثورة 21 سبتمبر في الوقت المناسب وقبل ان يخسر الشعب اليمني حريته، وكرامته، ومستقبله، ليفشل بعد الثورة السياسات الأمريكية التي تساعد أمريكا على السيطرة التامة على هذا البلد.
وعلاوة على ذلك، فقد اظهرت اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية مدى الاختراق الكبير للمخابرات الأمريكية للواقع اليمني في مختلف القطاعات.
هذه الاعترافات جاءت لتكشف جانبا بسيطا عن خفايا ما كان يدور من هيمنة أمريكية، وتحريك كل شيء في البلد لخدمة الأجندة الأمريكية، ولو كان ذلك على حساب اليمن ومصالحه.
ومن هنا، فإن كل مخططات اجهاض الثورة عبر السنوات الماضية لم تنفع، بل التي اجهضت هي المخططات الامريكية الغربية والصهيونية، فيما ولا يزال اليمنيون يخوضون هذا التحدي للعام العاشر على التوالي ويؤمنون بأن ثورتهم تبني وطناً يملك قراره، ولا يسمح التدخل في شؤونه الداخلية.