شبح الموت في كل مكان.. المقابر الجماعية في غزة باتت ظاهرة
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن آلاف العائلات في غزة ما تزال تلجأ إلى دفن أبنائها في مقابر جماعية عشوائية مستحدثة، بشكل أصبح أشبه بالظاهرة جراء استمرار ارتكاب الاحتلال جرائم قتل الفلسطينيين في مختلف مناطق القطاع.
لا حرب دون خسائر، أحياء يجاورون أموات، في أكثر من موقع في قطاع غزة، أقيمت مقابر جماعية لدفن مئات الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية؛ بعد تعذر نقلهم للمقابر الرسمية.
فيما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الكثير من التفاصيل عن هذه المقابر، أنه ومنذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، لجأ الناس في كافة محافظات القطاع لإنشاء مقابر جماعية وفردية عشوائية، في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية.
واستعرض المرصد الأورومتوسطي في تقرير وإحصائية "إنفوغراف" مواقع وتواريخ إنشاء نحو 30 مقبرة جماعية عشوائية تضم نحو 3 آلاف شهيد ومتوفى في محافظات غزة الشمالية والوسطى والجنوبية، من مقابر جماعية عدة في القطاع.
إذ أكد المرصد الحقوقي أن هناك أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دُفن فيها 3 أفراد فأكثر، استحدثت في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى أن الوضع يزداد سوءًا مع استهداف جيش الاحتلال بشكل مستمر للأفراد الذين يحاولون الوصول إلى المقابر لدفن أقاربهم. وأشار الأورومتوسطي إلى أن هذه المقابر تتوزع في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية وساحات المستشفيات والمدارس والمساجد والأراضي الزراعية، وحتى مفترقات الطرق العامة.
وأوضح المرصد أن أكبر المقابر الجماعية التي وثقها هي "مقبرة البطش" في حي التفاح شرقي مدينة غزة، حيث تضم المقبرة بين 500 وألف دُفنوا فيها منذ إنشائها في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بعد أسبوعين فقط من بدء الهجوم العسكري على غزة.
كما وثقت فرق الأورومتوسطي ظهور المقابر الجماعية العشوائية منذ تدشين أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد تعذر نقل الشهداء والموتى إلى المقبرة الرسمية في مدينة غزة لوجودها شرقي غزة، ولاحقًا توالى إنشاء هذه المقابر حتى زاد عددها على 120 مقبرة جماعية، وفق بيان المرصد.
هذه المقابر التي تضطر العائلات لإنشائها، هي بسبب صعوبة الوصول إلى المقابر الرئيسية نتيجة القصف المستمر وفرض الحصار وتدمير البنية التحتية، وشح الوقود ووسائل النقل على القطاع، فضلًا عن أن المقابر الرئيسية امتلأت بالجثامين بسبب العدد الكبير والمتزايد للضحايا.