20 أيلول , 2024

واشنطن أمام مأزق جديد: اليمن يطيح بسمعة أسلحتها

في مواجهة اليمن، لم يفشل الأميركي في البحر فقط، بل حتى في الجو، وهذا ما تجلى من خلال نجاح الدفاعات الجوية اليمنية بإسقاط غيرة مرة طائرة أم كيو ناين، لتجد واشنطن نفسها اليوم في مأزق مع عجزها عن حماية سمعتها وسمعة أسلحتها.

الولايات المتحدة الاميركية هي الخاسر الاكبر ، ليس فقط في حرب غزة المتواصلة منذ نحو العام، بل في مواجهتها لليمن.

فالفشل الأميركي في البحار والعجز عن حماية ملاحة العدو الصهيوني امتد إلى الأجواء، اذ أن المسألة لم تعد تتعلق بهروب السفن الحربية وتحاشي حاملات الطائرات كإيزنهاور، وروزفلت المواجهة المباشرة والقريبة، بل في الجو كذلك حيث اسقطت اليمن الاسبوع الماضي ثلاث طائرات من طراز أم كيو ناين لترتفع حصيلة الطائرات من هذا النوع والتي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية منذ بدء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إلى عشر طائرات أي.

ومقارنة بأربع طائرات من نفس النوع تم إسقاطها في الأجواء اليمنية خلال حرب السنوات الثماني الماضية فهذا مؤشر على أن قوات الدفاع الجوي في اليمن تعمل بكل جد واجتهاد على تطوير أسلحتها وتوسيع نطاق راداراتها ومنظوماتها الدفاعية محلية الصنع بما يواكب متطلبات المعركة ويضعف واحدة من أكبر نقاط قوة الأعداء.

وفيما أقر الأميركي بسقوط طائرة له الاثنين الماضي من طراز أم كيو ناين لكنه لم يحدد سبب سقوطها أو المكان الذي سقطت فيه كما هي عادته في كثير من العمليات المماثلة، والأمر يعود إلى مخاوف البنتاغون من تداعيات الإقرار المتكرر بتساقط هذا النوع من الطائرات في اليمن، لأن من شأن ذلك أن يعزز من حقيقة ضعفها وسهولة اصطيادها وبالتالي امتناع الكثير من الدول عن اقتنائها وشرائها كما فعلت الهند التي تراجعت عن إبرام صفقة لشراء 31 طا ئرة بدون طيار من طراز  أم كيو ناين.

بالتالي وفي ظل القدرات اليمنية المتنامية وما تحققه في مواجهتها للعدو الاميركي والصهيوني، باتت واشنطن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواصلة تنفيذ المهام التجسسية بالمسيرة إم كيو ناين التي تصفها واشنطن بأنها درون متطورة، وهذا يعني فقدان الفاعلية والدقة في جمع ورصد المعلومات اللازمة عن التحركات العسـكرية اليمنية وكذلك تحمل أعباء مالية إضافية، إذ يبلغ إجمالي الخسائر الأميركية نتيجة إسقاط 14 طائرة لها من هذا النوع أكثر من 400 مليون دولار.

أما الخيار الآخر للولايات المتحدة فهو استقدام الطائرة التجسسية المسلحة آر كيو فور غلوبال هوك إلى الأجواء اليمنية كبديل عن الطائرة التي خرجت عمليًا عن الخدمة في أجواء اليمن، ورغم قدرة هذا الجيل من الطائرات على التحليق في ارتفاع 16 كيلو متر فهذا لا يعني عجز الدفاعات اليمنية عن استهدافها وبالتالي الإضرار أكثر بسمعة السلاح الأميركي ومبيعاته واسقاط ما تبقى من الهيبة والسمعة الاميركية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen