20 تشرين ثاني , 2023

بيت حانون تستحيل عقدة إسرائيلية المقاومة تُواصل الانجاز ولا ثبات للاحتلال

في اليوم الخامس والأربعين من الحرب، والثاني والعشرين بعد بدء العملية البرية على القطاع، توسّع الهجوم الإسرائيلي بشكل أفقي ليشمل محاور جديدة، في شمال مدينة غزة ووسطها، ومع ذلك، لا تبدو المقاومة، بأي شكل من الأشكال، في وارد رفع الراية البيضاء

بعد أن تراجعت وتيرة القتال يوم الجمعة الماضي، واستقرّت على تمكّن «كتائب القسام» من تدمير ثماني آليات فقط، بما مجموعه 62 آلية خلال أربعة أيام من القتال، أعلن الإعلام العسكري لـ«القسام» السبت، تدمير 17 آلية في كلّ محاور القتال في ذلك اليوم، و29 آلية يوم الأحد، فضلاً عن إيقاع نحو 23 جندياً ما بين قتيل وجريح، خلال اليومين المنصرمين، بينهم 6 ضباط أعلنت «القسام» الإجهاز عليهم من مسافة صفر في منطقة جحر الديك بعد مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد وبالأسلحة الرشاشة.

وفي المنطقة الأخيرة نفسها، استهدف مقاتلو «القسام» منزلاً تواجد فيه عدد كبير من جنود الاحتلال بقذيفتَي «TBG» مضادّتيْن للتحصينات وأخرى مضادة للأفراد، ومن ثم اقتحموا المنزل وأوقعوا من بقي فيه بين قتيل وجريح. كما اقتحم ثلاثة استشهاديين «مستشفى الرنتيسي» بعد رصد تموضع لجنود الاحتلال في داخله. أما على محور جنوب غزة، فقصفت «الكتائب» تجمّعات لآليات العدو برشقات صاروخية.

يشير هذا الأداء القتالي للمقاومة إلى أن «القسام» ومعها باقي الفصائل، قد ذهبت إلى نسق قتالي أكثر مرونة، لا يضع في أولويته استنزاف الجهد اللوجستي والبشري في عرقلة التقدم البري، إنما التعامل بتكتيك الإشغال المستمر، وحرمان القوات المتوغّلة من أي فرصة لتثبيت قواتها

أكثر المحاور سخونة، والذي شرعت الطائرات الحربية والدبابات في التمهيد الناري المكثّف فيه خلال اليومين الماضيين، هو محور شمال غزة، وبلدة بيت حانون، التي تعد أول المحاور التي بدأ العدو بالتمهيد لاقتحامها برياً واليوم، وبعد نحو 22 يوماً من بدء الهجوم البري، لا تزال قوات العدو تغرق في الأطراف الشرقية من المدينة.

كل تلك التكتيكات، تعكس مستوى التأقلم مع ظروف المعركة القاسية، ومواصلة العمل بأعصاب باردة، ما حرم الاحتلال من تحقيق أي منجز عملياتي في ذلك المحور.

واستناداً إلى نموذج بيت حانون، يمكن أن تُفهم جزئية «المرونة» التي تحدّث عنها الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، في خطابه مساء الجمعة، وعنوانها أن المقاومة لا تحدّد خطوطاً حُمراً، وتدفع في سبيل الدفاع عنها التضحيات الكبيرة، إنما تحدّد هدفاً مستداماً وطويل الأمد، يمكنه المحافظة على فعاليته طوال مدة الحرب، وهو منع كسر المقاومة، والمحافظة على عمل الجيوب المؤثّرة، بمعزل عن مستوى التقدم والاختراق العميق، وذلك حتى اللحظة الأخيرة من عمر القتال

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen