الحرب الالكترونية.. سلاح العدو الاسرائيلي حين عجز عسكريا
قرابة العام الكامل من عمر المعركة، والجبهة الشمالية مستمرة في استمرار استنزاف العدو الاسرائيلي الذي عجز بكل الوسائل السياسية والعسكرية عن فصلها عن جبهة غزة وإيقاف عمليات الاسناد.. عجز دفعه اليوم للجوء إلى الحرب الالكترونية التي تحمل معها أقسى درجات الوحشية الصهيونية..
معضلة الجبهة الشمالية.. المعضلة الاساسية التي تقلق كيان العدو الاسرائيلي وتظهر حجم العجز والفشل الذي يصيب جهازه الامني والعسكري.. فبعد قرابة العام من انخراط حزب الل في معركة طوفان الاقصى اسنادا لغزة، يقف العدو حائرا عاجزا عن إعادة مستوطني الشمال المحتل الذي بات خاليا بشكل شبه تام..
وبين عمليات الاغتيال والغارات المستمرة التي لم تستثن المدنيين العزل، تنوعت اعتداءات العدو الاسرائيلي طيلة الاشهر الماضية، في إطار استماتته لفصل الجيهة الشمالية عن جبهة غزة وإيقاف عمليات الاسناد، وبالتالي إيقاف حرب الاستنزاف التي فرضها حزب الل.. إلا انه وبعد فشل الخيار العسكري، وعجزه حتى الساعة عن توسيع الحرب مع لبنان، على ارغم من حرب التهويل التي مارسها، خوفا من أن تصيبه في مقتل، اتخذ القرار بعمل تصعيدي وحشي، استخدم فيه السلاح الالكتروني والتكنولوجي، عله يحقق من خلاله ما عجز عنه عسكريا. لذلك لجأ عبر تفجير اجهزة البيجرات الى استخدام أدوات أمنية متطورة وجريئة، ليضفها الى الأعمال العدائية العسكرية العنيفة، كالقصف الجوي.
جريمة افترض من خلال العدو انها ستجنبه توسيع دائرة النار، أو أنها ستزيل الخطر القادم من الجبهة الشمالية التي تحمل من الصواريخ النوعية ما سيفتك بالكيان المحتل.. إلا انه نسي أو تناسى، أن في جعبة المقاومة من مفاجآت ما ستسطيع بها ان تلقن العدو درشا قاسيا كما وعد حزب الل في بيانه، وأن بإمكانها أن تستخدم ما تتفوّق به، بما يدفعه ثمن جريمته.
وبالمحصلة فإن على العدو أن يدرك جيداً أن هدفه الفعلي من هذه الجريمة لم يتحقق، وأنه لن يجبر المقاومة في لبنان على الاستسلام أو وقف إسناد غزة، كما أنه وعلى الرغم من فداحة جريمته فإنها لن تؤثر على قدرات المقاومة العسكرية، والتي اعتادت أن تخرج من كل تحد أكثر قوة وبأس.