14 أيلول , 2024

بعد فشلها العسكري.. واشنطن تعاود ابتزاز صنعاء بالملف الانساني

عاودت واشنطن استخدام الملف الإنساني، كأداة ابتزاز ضد الشعب اليمني، حيث طالبت الأمم المتحدة بوقف المساعدات الإنسانية للشرائح الأشد فقراً في اليمن، وذلك في محاولة مستمرة للضغط على صنعاء لوقف عملياتها المساندة لغزة.

بعد الفشل العسكري الذي منيت به الولايات المتحدة في البحر الاحمر، وعجزها عن ردع العمليات المساندة لغزة قرابة العام، تلجأ واشنطن كعادتها للملف الانساني كاداة ابتزاز ضد اليمنيين.

وضمن مساعيها المستمرّة لفك الحصار البحري على كيان العدو، طلبت الولايات المتحدة من الأمم المتحدة، وقف المساعدات الإنسانية التي تقدّمها المنظمة الدولية إلى الشرائح الأشد فقراً في اليمن، بما يعني تجويع عشرات الآلاف من اليمنيين، وذلك لإجبار صنعاء على تعديل موقفها الرافض لوقف عملياتها العسكرية البحرية والجوية ضد الكيان. وجاء الطلب الأميركي الأخير في أعقاب تحذيرات وجّهتها وزارة الخارجية في صنعاء إلى كل المنظمات الدولية العاملة في اليمن، من مغبة الخضوع للضغوط الأميركية التي تهدف إلى تحويل المساعدات الإنسانية إلى ورقة ابتزاز ضد اليمن.

وهذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها واشنطن، منذ مطلع العام الجاري، إلى استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط ضد صنعاء. الا ان هذه المرة، دعا الممثل البديل للشؤون السياسية في البعثة الأميركية في مجلس الأمن، روبرت وود، الأمم المتحدة إلى إجراء تعديلات على برامجها المنقذة للحياة في اليمن لضمان سلامة وأمن جميع العاملين فيها، مطالباً باتخاذ المزيد من التدابير لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وتقول مصادر مطلعة إن البعثة الأميركية في مجلس الأمن، حمّلت المجلس مسؤولية تجاهل وقف الهجمات على السفن التجارية.

وجاء ذلك في أعقاب فشل البعثة، خلال اجتماع المجلس، في إصدار بيان جديد يدين عمليات صنعاء في البحر الأحمر. وقبيل الجلسة، أجرت البعثة اتصالات مكثّفة مع سفراء دول أعضاء في المجلس، في مسعى منها لإصدار بيان جديد ضد اليمن، حاولت أن تضمّنه بنوداً تتعلّق بالعمليات اليمنية في البحر الأحمر، وأخرى تحمّل صنعاء مسؤولية فشل مسار السلام. ووفق المصادر، فإن معارضة روسية – صينية لمشروع البيان الأميركي، حالت دون صدوره.

وفيما يخص مسألة المساعدات الإنسانية، اعترفت القائمة بأعمال رئيسة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، جويس مسويا، بتخفيض تلك المساعدات إلى مناطق سيطرة حكومة صنعاء، رداً على كشف الأخيرة خلايا مرتبطة بالاستخبارات الأميركية من موظفيها.

وفي هذا الاتجاه، يقود وزير الخارجية، جمال عامر، منذ أسابيع، مسعى لتطبيع الأوضاع بين المنظمات الأممية والجانب الحكومي، وهو ما تمّت ترجمته ابتداءً بتسليم مقر الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في العاصمة، مع كل ملحقاته ومقتنياته. ودعت خارجية، المنظمات الدولية إلى النأي بنفسها عن التدخل في الشؤون السياسية، وعدم الاستجابة لضغوط واشنطن.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen