قرابة عام على الحرب.. شمال غزة يكافح العدوان
بعد اكثر من احد عشر شهرا من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ما زال شمال القطاع يواجه ويكافح كل ما يرتكبه العدوان الصهيوني من حرب تجويع وتعطيش الا تهجير للمواطنين.
المجاعة التي عاشها شمال قطاع غزة والتي اسفرت عن سقوط شهداء نتيجة سوء التغذية، وعلى الرغم من انتهائها بدخول كميات وفيرة من الطحين في مطلع ابريل الماضي، ومن ثم السماح بتنسيق دخول شاحنات البضائع التجارية التي أحدثت فارقاً لمدة وجيزة في وفرة البضائع، الا ان جيش الاحتلال، ومنذ الانسحاب من مخيم جباليا في مطلع حزيران الماضي، عاد ليفرض رزمة من القيود على نوعية البضائع والمساعدات المسموح بدخولها إلى شمال القطاع، إذ يسمح، مذّاك، بدخول كميات محدودة ومضبوطة من المعلبات الرديئة القيمة الغذائية، وكميات وافية من الطحين فيما يمنع دخول كل أنواع اللحوم والخُضر والفواكه والسلع الاستهلاكية.
لم يأكل الأهالي في مدينة غزة وشمالها، منذ أكثر من أربعة أشهر، أي طعام صحي، فيما يتحايل الأهالي في طرق طهو المعلبات للتخلص من مذاقه السيّئ، بينما يرفض العدو إدخال غاز الطهو إلى الشمال والجنوب على حد سواء.
ومع ذلك، زاد العدو الصهيوني في الأشهر الأخيرة من مستوى التحدي، حينما رفض الاهالي قرارات الخلاء الصهيونية والمنشورات التي تطالبهم بالرحيل. كما أن مسارعة أهالي شمال القطاع إلى إحياء مناطق، من مثل مخيم جباليا وحيَّي الشجاعية والتفاح، التي تركها العدو بعد تنفيذ عدة عمليات برية مدمرة فيها، ظناً منه أنها لن تصلح مطلقاً للحياة مجدداً، فاقمت من مستوى غيظه.
وفيما يزيد الحديث في وسائل الإعلام العبرية عن مخططات جديدة لتهجير سكان شمال القطاع، يضع الأهالي تلك الدعاية وراء ظهروهم، وذلك أن أربعة أشهر من المجاعة القاسية التي اضطروا خلالها إلى أكل أوراق الأشجار وطحن أعلاف الدواجن وجمع مياه المطر للشرب.
والواقع أن جيش الاحتلال جرّب على طريق دفع الأهالي إلى إخلاء المناطق التي يسكنونها كل أساليب الموت، فيما أضحى خيار الخروج والتهجير دونه الأرواح، ليس بدافع البطولة فحسب، إنما المنطق. ويتعزز هذا التوجه خصوصاً بعدما حوّلت إسرائيل حياة مليون ونصف مليون نازح في وسط القطاع وجنوبه إلى جحيم، إثر اضطرارهم إلى النزوح أكثر من عشر مرات في خلال شهر كامل من العمليات المكثفة، والتي تخللتها شتى أنواع القتل.