واشنطن تتحضر لمعركة قادمة في اليمن وسط فشل عسكري ذريع
أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية الستار عن تحضيراتها لمعركة قادمة في اليمن في محاولة لإثناء قوات صنعاء عن موقفها تجاه اسناد غزة.
بين ترغيب وترهيب ووعيد، تحاول الولايات المتحدة كسر حالة الفشل الذريع التي لاقته في معركتها ضد اليمن، بالتحضير لتصعيد محتمل على اليمن وهذا ما جاء على لسان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ الذي ظهرفي مقابلة تلفزيونية متخبطا في تهديداته، وكاشفا عن أزمة قيادة داخل البيت الأبيض.
حيث قال إن هجمات صنعاء في البحر الأحمر لن تؤدي إلى اعتراف دولي بهم، في محاولة لتقديم إغراءات لحكومة صنعاء، ولكنه تجاهل موقف اليمن الثابت والمحوري تجاه القضية الفلسطينية كعقيدة دينية وليست سياسية كحال الأنظمة العربية والإسلامية الأخرى.
المبعوث الأمريكي في اللقاء التلفزيوني فشل في لعبته السياسية الذي حاول أن يمررها عبر قناة العربية، فبعد الترغيب، لجأ إلى لغة التهديد غير المباشر، مشيرا إلى دعم الولايات المتحدة لمجلس التحالف الرئاسي، في إشارة إلى تصعيد الحرب في الداخل اليمني من قبل الأطراف المتحالفة مع واشنطن، والتي بدأت تلك الأطراف والفصائل على ما يبدو بفتح بوابة مباشرة مع الولايات المتحدة، متجاهلة السعودية التي تقود تحالف الحرب على اليمن منذ العام 2015 وحتى اليوم.
ثم ينتقل تيم ليندركينغ في حديثه إلى تحميل صنعاء مسؤولية تعثر المفاوضات، مشيرا إلى أن استمرارهم في العمليات العسكرية في البحر الأحمر هو العقبة الرئيسية أمام أي تقدم وان التصعيد البحري يعطل مسار السلام ويمنع أي مفاوضات بناءة من الوصول إلى نتائج ملموسة ثم يقول اليمن بحاجه لدعم اقتصادي لتحقيق الاستقرار وهذا تبرير يعكس رغبة الولايات المتحدة في تقديم الملف الاقتصادي كوسيلة ضغط على صنعاء، للإشارة إلى أن توقف الهجمات البحرية قد يفتح الباب أمام تحسين الوضع الاقتصادي. ولكنه أيضا يظهر رغبة أمريكية في ربط التهدئة العسكرية بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، محاولا وضع هذه المعادلة أمام صنعاء: إما التوقف عن التصعيد البحري أو تحمل مسؤولية العواقب الاقتصادية المترتبة.
ولكن اللافت أن هذا المنطق يتجاهل الحقيقة الأوسع بأن ما يحدث في البحر الأحمر يتعلق بوقف الحرب في غزة .
يحاول تيم ليندركينغ في تصريحاته أيضا استخدام أسلوب الترهيب تجاه صنعاء، حيث يشير إلى أن ما تحقق من وقف الغارات السعودية يعتبر إنجازا كبيرا لا يجب التضحية به، وفي هذا الإطار، يحذر من أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب، هذا التحذير يحمل في طياته تلميح واضح إلى إمكانية عودة التصعيد العسكري الا ان هذه التصريحات تفتح الباب أمام عدد من التساؤلات حول السياسة الأمريكية تجاه اليمن. حيث بات واضحا أن واشنطن تجد نفسها في موقف معقد في المعركة البحرية الجارية ولا تملك اي وسيلة لردع الموقف اليمني.