ارتفاع وتيرة التهديدات ضد لبنان تقلق المستوطنين: لا حل لمأزق الشمال إلا بالإتفاق
يبدو ان ارتفاع وتيرة تهديدات قادة العدو العسكريين تجاه لبنان لا تؤثر على الجهة اللبنانية بل على الأوساط الصهيونية/ فمقابل تصاعد عمليات المقاومة وعدم توقفها يسود القلق والخوف والغضب المستوطنين الذين يدركون عدم قدرة الجيش الإسرائيلي خوض حرب مع لبنان وهو العاجز في غزة.
سبعة وأربعون بالمئة من المستوطنين في الشمال يرفضون العودة للمستوطنات دون حل يبعد حزب الله عن الحدود، هذا ما تكشفه الاستطلاعات والبيانات الاسرائيلية التي تعكس واقع المستوطنات الشمالية التي باتت بمعظمها خالية خوفا وهربا من ضربات المقاومة.
هذا الرقم وان دل على شيء، فيدل على مأزق الاحتلال وحكومته بعدما عجز عن التعامل مع ضربات المقاومة المتواصلة والتي باتت تصل الى اي بقعة في هذا الكيان ، ضربات آخذة بالتصاعد رغم ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان والتي لا تتعدى كونها جعجعة بلا طحين.
صحيفة يديعوت احرونوت العبرية اشارت إلى أن عمليات حزب الله على مستوطنات وقواعد الشمال قد تواصلت في الأسبوع الأخير بشكل كبير، موضحةً أنها على شكل أسراب من الطائرات المسيّرة الهجومية وصليات كاتيوشا وصواريخ تطلق يوميًّا، على مواقع وقواعد ومستوطنات في شمال الكيان.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يقول في إعلان المسؤولية الذي ينشره أي بيانات عمليات المقاومة إن كل هجوم كهذا في الأراضي المحتلة يأتي ردًّا على هجوم أو هجمات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية، إذ إن المسّ بالمدنيين في لبنان أو الاعتداء على المنازل المدنية في جنوب لبنان، يحظى بردّ شديد، كما يحدده حزب الله
وأكدت أن يوم السبت الأخير، تم تشخيص ما لا يقل عن 80 صاروخًا نحو الشمال، إذ أعلن حزب الله أنه أطلق صليات كاتيوشا على قاعدتي جبل نيريا وميشار، ولاحقًا، قال إنه هاجم قاعدة إييليت هشاحر بسرب من الطائرات المسيّرة.
وأوردت الصحيفة إحصاءا مفصلا لعمليات المقاومة في الايام الاخيرة في اشارة الى تصاعد وتيرتها رغم التهديدات الاسرائيلية التي وصفتها الاوساط الصهيونية بالاستعراضية نظراً لعدم القدرة على ترجمة ذلك ميدانياً.
وبحسب الون بن دفيد، المحلل العسكري الصهيوني فإن يوآف غالانت كرر كلامه مؤخرا بأن اسرائيل حولت انظارها من الجنوب الى الشمال، لكن اذا نظرنا على الارض فإن هذا الامر غير واقعي فهناك فرقتين من بين ثلاثة فرق الحسم في الجيش موجودتين الان في قطاع غزة مضيفا لذا يصعب ان نتصور ان يقوم الجيش الاسرائيلي بعملية عسكرية واسعة في لبنان من دون اثنتين من ثلاث الفرق القوية لديه.
بدوره ، عضو الكنيست ميراف كوهين لفت الى انه من الافضل ان يتم الحل من دون حرب وان لا يكون امامنا عدة جبهات في الوقت نفسه، متسائلا أين الجنود الذين نحتاجهم للحرب في الشمال وهل سنجند المزيد من الجنود خصوصا ان هناك جنود في الاحتياط منذ سبعة اشهر وما هي خطة الحكومة في حين لا يعمل الوقت لصالحنا.
وتأتي هذه التهديدات في ظل ما يعيشه المستوطنون في الشمال الذين شاهدوا بأم العين طائرات مسيرة لحزب الله تجاوزت عشرين كليومتر واصابت اهدافها واصابتهم معها بالذهول والرعب، وهو ما دفع الكثير من القادة للجزم انه لا حل لمأزق الشمال الا عبر الاتفاق لا غير.