مع انسحاب الاحتلال.. جنين تشيع شهدائها وتلملم آثار العدوان
وضع كارثي غير مسبوق خلفه عدوان الاحتلال على الضفة، إلا أن الأهالي سرعان ما بدأوا بالإصلاح في صورة تعكس ثبات هذا الشعب عزيمته واصراره رغم كل التضحيات على مواصلة المواجهة.
عاد النور الى جنين وعاد معه الحياة الى هذه المدينة العصية دوما على العدو بعدما لقنته درسا اضافيا بأن المقاومة باقية متجذرة ومتجددة.
هذه هي جنين التي لم تعرف الهزيمة يوما ، خرجت تلملم آثار العدوان الذي استمر لعشرة أيام ، تشيع شهدائها وتؤكد أنها بآلامها هذه تعانق آلام غزة المستمرة منذ نحو أحد عشر شهرا.
المواطنون في جنين استفاقوا على خراب غير مسبوق حلّ بمدينتهم، إذ بدا أنه ليس ثمة شوارع ولا طرقات ولا شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، فيما مئات المحال التجارية والمنازل شبه مدمّرة.
ما عاشته المدينة عدوان هو الأوسع منذ اثنين وعشرين عاماً، تعمّد الاحتلال فيه تدمير كل شيء، معالم المدينة وشوارعها تغيرت بالكامل جراء التجريف والتخريب، الا ان الأهالي خرجوا إلى الشوارع والطرقات وهم مصرون على الصمود وإصلاح مدينتهم.
هذا وأفاد مدير شركة كهرباء الشمال في جنين ناصر أبو عزيز بأنّ جميع ممتلكات الشركة في الساحة تعرضت لاعتداء مباشر، حيث تعرضت الرافعات الثلاثة المتواجدة في الموقع لأضرار بالغة جعلتها غير صالحة للعمل.
وفي مدينة طولكرم، لا يبدو المشهد مختلفاً، إذ بدأت الطواقم الفنية هناك العمل على إزالة آثار العدوان على مخيّمي طولكرم ونور شمس والمدينة فور انسحاب قوات الاحتلال.
وأفادت اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم بأن الاحتلال دمّر مئة منزل بشكل كامل في اجتياحه الأخير، وحوّل مئتي منزل إلى غير صالحة للسكن، كما دمّر نحو ثلاثمئة محل تجاري، وشبكة كهرباء واتصالات بطول اثنين كلم مربع، ما جعل المخيم منطقة منكوبة.
بالمحصلة حاول العدو ان يتبع في الضفة الاستراتيجية نفسها في غزة، عمد على جعل حياة المواطنين لا تُطاق وخلق بيئة طاردة للسكان، في محاولة منه لتأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة/ الا انه وفي الضفة كما غزة، شعب متمسك بأرضه كما بمقاومته.